تاوريرت بريس :

الاتحاد الاوروبي

 

واجهت أوربا خلال السنوات الماضية تهديدات ومخاطر إرهابية متصاعدة، كان للتعاون الأمني المغربي دورا كبيرا في كبح عدد منها .
حيث يتضح من خلال ما وقع في السنوات الماضية بأوروبا وما عرفته من اتساع لدائرة الخطر الإرهابي ، أن في البداية ، لم يكن هناك أي إدراك لنتائج هدا التهديد وأبعاده المعقدة ، والآن يبدو أن أوروبا بدأت تعي حجم الخطر الذي بات يهددها . وهو ما يبدو من خلال مراجعة السياسات الأوروبية لإجراءاتها من اجل فعالية أكثر تجاه ذلك الخطر . فهناك أكثر من مبادرة في السنوات الأخيرة تؤكد وجود وعي متنامي للقضاء على مكامن صنع التطرف، فمؤخرا تمت الدعوة إلى تأسيس اتحاد للأمن في أوروبا بحيث لا يتم التمييز بين ضحايا الإرهاب كيفما كانت أصولهم ودياناتهم وذلك وفق مقاربة ديمقراطية تعددية غير منحازة لأي فكر شعبوي و عنصري قد تفرزه الأقطاب السياسية .
وأوروبا اليوم أصبحت على علم تام أنها أمام امتحان في مواجهة الظاهرة الإرهابية وأنها تحتاج إلى شركاء الاتحاد الأوروبي في مواجهة الجريمة ، والمغرب احد ابرز هؤلاء الشركاء الدين أبانوا عن خبرة وحنكة أمنية أعلى في التعامل مع الظاهرة الإرهابية والجريمة العابرة للحدود في السنوات الماضية من خلال استثمار المعلومات الأمنية بالرغم من ضعف التنسيق وهو ما تمت الإشارة إليه حيث تمت الدعوة إلى ضرورة التنسيق على المستوى الداخلي والخارجي مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط في مجال مكافحة الإرهاب . وبالتالي فان أوروبا باتت أكثر إدراكا إلى أن مواجهة الجريمة المنظمة تحتاج إلى مقاربة مركبة تشارك فيها الأبعاد الأمنية و الاستخباراتية من خلال توفير القدرة على تجميع المعلومات والتحرك في إطار استباقي .