تاوريرت بريس:

بنكيران

 

 

أمام هذا الغضب الشعبي الذي يواجه سياسة بنكيران وفي ظل هذه الكراهية التي أصبح يحضى بها هذا الرجل لدى كل الطبقات   سخط وتذمر يعم كل الفئات الشعبية بما فيها بعض تلك التي تناضل و تساند وتتعاطف معه سياسيا لقد أصبح اسم العدالة والتنمية شاذا بين المتكلمين ويخجل مناضلو ومناضلات هذا الحزب من الخوض في أي حديث مع غيرهم من المعلمين والمتعلمين  ومن المدرسين والمتمدرسين ومن المشغلين والمشغلين والموظفين والمعطلين ومن التجار والمستهلكين ثم من النساء والرجال من شباب وشيب ما هذا يا رئيس حكومة آخر زمان .

   هل يكون هذا الأخير قد أدى بذلك خدمة لأية جهة ساعدته على أن يثبت موقعه بين التكنوقراطيين فجعلته يستغني عن كل الأحزاب والمتحزبين ولم يعد في حاجة إلى أصوات الناخبين حسبه لقد أوى إلى قمة عالية فليأتي بعده الطوفان فأمثاله كثيرون واحدهم بالأمس القريب بات يقول ما لا يفعل ويهذي كالأحمق يغني خارج السرب ولا يبالي أو يعير اهتماما لما يقول  بعدما قلب المائدة على حزبه وارتمى بين أحضان التكنوقراط  فأصبح في حمايته  

     إذا كان كل مناضل في أحزابنا يطمح  ليصبح ذات يوم منتخبا في جماعة ثم  برلمانيا تحت إحدى القبب المكيفة ثم  وزيرا في أية حكومة انه لم ينته  طموح اغلبهم  عند هذا الحد وإنما أصبحت هناك درجة  أعلى من كل درجة سياسية  وأسمى من منصب كل وزارة حزبية وإنما أصبح النفوذ من الدائرة الدنيا التى تسمى الديموقراطية في علم السياسة إلى الدائرة العليا التي تسمى التكنوقراطية في علم السيادة باعتبارها مطلبا مفضلا لدى معشر السياسيين الذين يرغبون في النفوذ إليها بأي سلطان قد لا يفتقر إليه السيد بنكيران .

      ترى هل من اجل ذلك  يكون زعيم الحزب الإسلامي الذي اعتبره المغاربة بمثابة المنقذ الرحيم  والأمل الوحيد الذي يتشبثون به  من اجل إخراجهم من الأزمات ومن النكسات ومن السكتات القلبية والذبحات الصدرية ويشفيهم من التدرن الرئوي والربو وضيق النفس الناجم عن هذا الفساد المستشري في كل الأجواء أو من جراء ضعفه وفشله وقلة حيلته   قد غامر بحياة حزب كان في طليعة الأحزاب اسما على مسمى  فيقتله شر قتلة  ثم يشترى بخيبة أمال هذا الشعب كراهيته وبغضه فيجعله  يفقد الثقة  بكل إنسان مغربي  ولو كان  سيبعث من قبل الله نبيا  بالبوم تحمله الملائكة  يتضمن صورا لجنان خلد وعدن وفردوس ونعيم وأخرى  لجهنم وسقر ونار وسعير .

    أم ترى يكون زعيم هذا الحزب قد اعدم حزبه دون محاكمة وكسر السلم الذي ارتقاه لمجرد وصوله إلى السقف دون أن يفكر في النزول ولا في صعوده العظيم الذي يليه نزوله  الأعظم أم ترى قد اخذ له عهدا على أن لا يكون الأمر كذلك أبدا بعد أن  ضمن مقعده الدائم بين صفوف التكنوقراط  ومحيط السيادة وقد أصبح دوام الحال ليس من المحال هيهات وسيقول لأصحابه ورفاقه يوما هذا ما بيني وبينكم لكم دينكم ولي ديني .

       اجل ونعم  وبالطبع  إنها خفة دم وذكاء وحكمة ويقضه  وقدرة وشجاعة وربطة جأش صفات كلما ارتبطت بشخص سياسي تحولت إلى سمات سياسية قد يمارسها على المقامرين السذج الذين  تنطلي عليهم الحيل مئات المرات  فينخدعون أكثر من مرة وبعضهم يطمحون هم الآخرون ليكونون  وبعضهم يسعون من اجل الالتحاق بركبهم علهم يركبون وبعضهم يغرهم الأمل ويجرهم الطمع  عراة حفاة  وراء مطايا هذه الأنعام التي تجذبها الألحان ويشدها شدو الناي وتحركها إيقاعات  الطبول فتجعلها تهز أذنابها ورؤوسها غير مبالية بثقل أحمالها ولا ببعد مسافاتها .

      ترى متى ينهض هذا الشعب ويستفيق من نومه وغفلته ثم يمسح على جفنيه سنة الغمض ليرى بأم عينيه سبيله التي يجر إليها من لحيته وخرطومه ترى متى يفهم هذا الشباب أن كل ما يستهلكه على موائد السياسيين يجب أن يفحص جيدا  ربما يكون السم في الدسم فيعلمون أن الأذكياء يوجدون حيث يوجد الأغبياء كما يوجد الفقهاء حيث يوجد الجهلاء فإذا كان من يهيمون في كل الوديان هم الشعراء ومن يتبعهم سوى الاغوياء كذلك يفعل السياسيون في وطننا بعشاق الرقص والغناء .