بقلم : الخضير قدوري 

المهاجرين الافارقة

 

 

اجل لقد أصبح أفارقة جنوب الصحراء المهاجرين العابرين والمستقرين في المغرب رسميا أو إلى حين يشكلون خطرا على المواطنين ، ويهددون أمنهم واستقرارهم في وطنهم  . دون أدنى شك في ذلك وفق ما نقلته بعض الأخبار حول مجموعة من هؤلاءالمتشابهين في سحنتهم ، من قاموا في غضون الأسابيع الماضية باعتراض سبيل بعض المواطنين الذين كانوا يمارسون رياضتهم خارج مدينة جرسيف ، حيث تعرضوا إلى اعتداء شنيع على أيد هؤلاء المجرمين .

    وقد تعذر على رجال الأمن لحدود الساعة التعرف على المشتبه بهم  المتشابهين  المتحصنين بدرع منظمة  حقوق الإنسان ، وكأن المواطنين  المعتدى عليهم أناسا خارج تغطية هذه المنظمة ، أو لاعتبارهم نوعا من الحيوان . انه شكل من أشكال التسيب الذي سيؤدي لا محالة إلى انفلات امني خطير ، وسيجعل المواطن المغربي الوديع والمسالم والمتسامح مرغما على استعمال كل ما يمكنه من اجل الدفاع عن نفسه ، وحماية أسرته المعرضة في كل لحظة إلى خطر مثل هذا الإنسان الحيوان . الذي قد يصادفه في أي مكان ، وفي أي طريق وشارع ، وفي سكنه ومقر عمله وبباب مدرسته.

     إنها ظاهرة أخرى تضاف إلى ظاهرة ما يسمى بالتشرميل المروعة للشارع المغربي ، في غياب شبه كامل للأمن الناجم عن نقص حاد في موارده البشرية الكفأة  والكافية ، المعززة باليات رادعة وبترسانة قانونية صارمة . لقد أصبح الوضع الأمني ببلادنا في خطر ، ففي مدننا كما في قرانا ، في طرقنا كما في شوارعنا ، بداخل بيوتنا كما بخارجها وكأننا أصبحنا نعيش في الأدغال . وبات الأمر يستدعي ضرورة التسلح من اجل الدفاع عن النفس ورد الاعتداء كحق من الحقوق التي يضمنها الشرع والقانون للمواطن ، وإلا سنتعرض عما قريب إلى عمليات اختطاف الصغار وحجز الكبار و قتل الجميع مع إتلاف اثر الجثث.

     بعد موجة من العنف والسرقة واقتحام دور المواطنين في قرى جماعة سيدي لحسن والمجاورة لها ، من طرف عصابة تختص في سرقة المواشي ، والاعتداء على السكان ليلا  حيث لقي شاب حتفه على أيد هذه العصابة منذ أكثر من سنة  مازال القاتل  في حل من قيد الأمن والعدالة ، فهاهي عصابة أخرى مشكلة من مهاجرين أفارقة ينشطون في هوامش المدن ، ويجوبون القرى ويعبرون الطرق ليلا ونهارا ، لا يختلف حالهم عن حال كلاب ضالة قلما ينجو من شرهم عابر سبيل . إنهم عصابات تنخرط في صفوف المتشرملين بحلة جديدة ، ليبعثوا الرعب  في المدينة والقرية ، ويقطعوا الطرق على المسافرين والمتجولين  في الشوارع و الأحياء  بشكل عام.

     فإذا كان المواطن المغربي المتشبث بهذه المبادئ السامية ليبدو في نظر العالم انه إنسان متحضر ومتمدن وملتزم بحقوق الإنسان ، فانه أمام هذه الظواهر التي تمس بكرامته وشرفه وحريته على حساب هذه المظاهر الخادعة ، وفي غياب امن رادع وعدالة صارمة تضمن له الأمن والاستقرار في ربوع وطنه ، فانه على أتم الاستعداد ليعلن للعالم تنازله على كل هذه المبادئ ، فيخرج عن القانون ثم يعود للانخراط من جديد في صفوف المجتمعات المتوحشة والمنحطة الساقطة السافلة ، التي يحكمها قانون الغابة ليعيد بذلك القانون لدولة الحق والقانون ويضع الحد لهذا التسيب المنافي لمبادئ التحرر والمخالف لمفاهيم حقوق الإنسان وقد لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم .

ملحوظة : الصورة رمزية