تاوريرت بريس :

فيفا

 

وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الثلاثاء 10 يناير على زيادة عدد المنتخبات في كأس العالم من 32 الى 48 توزع على 16 مجموعة من ثلاث منتخبات بدءا من مونديال 2026، مؤيدا اقتراحا لرئيسه جاني انفانتينو يؤمن زيادة الاهتمام باللعبة ورفع العائدات المالية.
واثار الاقتراح في السابق جدلا بين مؤيدين لتوسعة قاعدة المشاركة، ومعارضين يخشون تراجع مستوى البطولة. ولم يخف المعارضون الثلاثاء احتجاجهم الكبير، متهمين الفيفا بالقيام بخطوة “سياسية”.
وشكلت زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال، وهي الاولى منذ كأس العالم في فرنسا 1998 (شهدت زيادة العدد من 24 الى 32)، احدى الطروحات الاساسية لانفانتينو الذي تسلم مهامه مطلع 2016، على رأس اتحاد نخره الفساد في عهد سلفه جوزيف بلاتر.
وأقر مجلس الاتحاد (التسمية الجديدة للجنة التنفيذية) في زوريخ، “بالاجماع” اقتراح “ان يكون عدد منتخبات كأس العالم 48 منتخبا اعتبارا من نسخة 2026: 16 مجموعة من 3 منتخبات”.
وقال انفانيتنو عقب القرار “علينا ان نصنع شكل كأس العالم في القرن الحادي والعشرين… كرة القدم هي أكبر من أوروبا واميركا الجنوبية”، معتبرا ان “عددا اكبر من الدول ستتاح له فرصة الحلم”.
ودفع انفانتينو بشكل كبير خلال الفترة الماضية باتجاه الاقتراح، مشددا على انه سيؤدي الى زيادة الاهتمام العالمي باللعبة، واتاحة الفرصة بالمشاركة لمنتخبات لا تنال هذه الامكانية بشكل دوري.
ولم تخف شخصيات كروية عديدة دعمها للاقتراح، آخرها النجم الارجنتيني دييغو مارادونا الذي اعتبر الاثنين ان الفكرة “رائعة”.
كما ان مسؤولي الاتحاد الدولي لم يغفلوا الجانب المالي من توسيع قاعدة المشاركة، اذ اظهر تقرير داخلي للفيفا مؤخرا، ان مشاركة 48 منتخبا ستؤدي الى زيادة ايرادات المونديال بزهاء 640 مليون دولار.
الا ان هذه الحجج لم تخفف حدة الاعتراضات لاسيما الاوروبية منها.
وقالت رابطة الاندية الاوروبية التي تضم الاندية الكبرى في القارة، ان “هذا القرار اتخذ بناء على اسباب سياسية بدلا من ان تكون رياضية، وبموجب ضغط سياسي كبير، وهو ما تعتبر الرابطة انه أمر مؤسف”.
كما رأى رئيس الدوري الاسباني خافيير تيباس ان “الفيفا يقوم بأمر سياسي. جاني انفانتينو يقوم بأمر سياسي”.
اضاف “لتأمين انتخابه، وعد انفانتينو بزيادة عدد المنتخبات في كأس العالم. يريد ان يحترم تعهداته الانتخابية. الا ان الوعود التي قطعها لعالم كرة القدم، لا يلتزم بها”، معتبرا ان القرار اتخذ “من دون موافقتنا، ويجعلنا غاضبين جدا”.
وفي وقت لاحق، اعتبر تيباس ان الفيفا “يتخذ قرارات تؤثر على سياسات واقتصادات الدوريات الاوروبية الكبرى، وهذه القرارات لا يمكن ان تتخذ من دون توافق”، ملوحا باحتمال “رفع شكوى الى (…) الاتحاد الاوروبي (السياسي) وهيئات المنافسة في سويسرا”.
وابدى الاتحاد الاوروبي لكرة القدم تأييدا خجولا للقرار الذي لم يكن من المتحمسين له، موضحا ان موافقته في نهاية المطاف جاءت “بعدما بات واضحا ان الاتحادات القارية الاخرى تؤيده بغالبية كبيرة”.
واعتبر رئيس اتحاد الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى) فيكتور مونتاغلياني ان الاجماع حول الاقتراح يعود لكونه “مبنيا على وقائع وارقام، وليس على غمز ولمز”.
ومع زيادة عدد المنتخبات، ستتركز الانظار على حصة القارات وفق الصيغة الجديدة، علما ان الفيفا لم يتخذ قراره في هذا الشأن.
وبحسب مصدر مقرب من الاتحاد الدولي، فان اوروبا ستنال 16 مقعدا (بدلا من 13 راهنا) وافريقيا تسعة (بدلا من خمسة راهنا).
وفي حين يتوقع ان تثير المسألة نقاشا مستفيضا في الفترة المقبلة، اكد انفانتينو الثلاثاء ان “الجميع سيحصل على المزيد”.
من جهته، اعتبر رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة ان رفع العدد “يصب بصورة ايجابية في مصلحة الكرة الآسيوية” التي تبلغ حصتها حاليا 4,5 (ومنتخب يخوض ملحقا).
واعتبر في بيان ان آسيا “تستحق حصة أكبر من المقاعد المخصصة لها حاليا وذلك بالنظر إلى قوتها الإقتصادية الكبيرة، ومدى الشعبية الهائلة التي تتمتع بها اللعبة”.
وكان مؤيدو الاقتراح حاججوا بأن النسخة الاخيرة من كأس اوروبا، والتي اقيمت الصيف الماضي في فرنسا بمشاركة 24 منتخبا بدلا من 16، كانت حماسية مع تألق منتخبات متواضعة كايسلندا وويلز.

وتقوم الصيغة الجديدة على خوض دور اول بنظام المجموعات، على ان يتأهل اول وثاني كل مجموعة (اي ما مجموعه 32 منتخبا)، مباشرة الى الادوار الاقصائية، بدلا من الصيغة الراهنة القائمة على خوض 32 منتخبا الدور الاول موزعة على ثماني مجموعات.
واعتبر انفانتينو انه بدءا من 2026، “كل مباراة ستكون فاصلة”.
وسيقام مونديالا روسيا 2018 وقطر 2022 بحسب الصيغة الحالية، على ان يدخل القرار الجديد حيز التنفيذ في مونديال 2026، والذي لم تبدأ بعد مرحلة تقديم العروض من الدول المهتمة باستضافته.
الا ان الاتحاد الدولي فتح الثلاثاء المجال امام تقديم ملفات مشتركة لاستضافة المونديال
وناقش مجلس الفيفا خلال اجتماع الثلاثاء خمسة اقتراحات، منها الحفاظ على الصيغة الراهنة القائمة على مشاركة 32 منتخبا.
وكان انفانتينو اكد في تصريحات سابقة، ان الصيغة الجديدة لن تتطلب اطالة مدة كأس العالم، والتي تقام حاليا على مدى 32 يوما، بل ستؤدي فقط الى زيادة عدد المباريات من 64 حاليا الى 80.
كما شدد على انه بموجب الصيغة الجديدة، سيبقى عدد اللقاءات التي يخوضها المنتخب الفائز باللقب كما هو حاليا، اي سبع مباريات.
وانطلقت المسابقة عام 1930 بمشاركة 13 منتخبا، ثم ارتفع العدد الى 16 في 1934 و24 في 1982 و32 في 1998.
واحرزت البرازيل اللقب خمس مرات، مقابل 4 لكل من المانيا وايطاليا ومرتين للارجنتين والاوروغواي، ومرة لفرنسا وانكلترا واسبانيا.

تصريحات ما بعد اجتماع مجلس FIFA

بعد التوصل إلى قرار بزيادة عدد منتخبات كأس العالم FIFA إلى 48 منتخباً في 2026، تحدّث أعضاء مجلس FIFA مع موقع FIFA.com عن رأيهم في هذا القرار.

جياني إنفانتينو، رئيس FIFA
كان زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم مدرجاً في برنامجي الإنتخابي، وكان المقترح الذي تقدمت به آنذاك ينص على مشاركة 40 منتخباً موزعين على ثماني مجموعات تضم كل منها خمسة منتخبات، وهو الأمر الذي كان يقتضي ثلاث جولات إضافية على أن يخوض طرفا النهائي ثماني مباريات. لكننا توصّلنا الآن إلى نظام أفضل لأنه سيقلّل عدد الجولات مقارنة بمقترحي وفي الوقت ذاته سيمنح الفرصة لعدد أكبر من الاتحادات للمشاركة. إن الشغف الكروي الذي تراه في بلد يتأهل إلى كأس العالم يمثل أقوى وأكبر أدوات الترويج للعبة. وحين يتعلق الأمر بالأندية، كان هدفنا ألا نضيف مباريات أخرى تثقل كاهل اللاعبين وقد نجحنا في ذلك.

فيكتور مونتاجلياني (كندا)
حصّل الرئيس على تأييد لفكرته من اليوم الأول. كان علينا أن نفكر في الأمر على أرض الواقع. أجرينا بحثاً عريضاً وفكرنا بالأمر برمته وهذا بلا شك يوم رائع لكرة القدم. بحث طاقم العمل في الفكرة جيداً وأدرجت كافة الحقائق والأرقام. كان تحليل التكلفة والعائد محلّ نقاش بجانب بعض التفاصيل، لكن كان واضحاً أن هذا النظام هو الأفضل.

أليخاندرو دومينيجيز (باراجواي)
إن القرار الذي تم اتخاذه يصبّ في صالح مجتمع كرة القدم بأكمله وسيسهم في تطوير اللعبة حول العالم. كرة القدم ستبقى رياضة ساحرة وتنافسية وستواصل أسر اهتمام عشاقها. سيكون شيئاً رائعاً للفريق الذي سيتوّج بكأس العالم التي تضم 48 منتخباً.

إيفلينا كريستلين (إيطاليا)
حيث أن هناك الآن 211 اتحاداً يحملون عضوية FIFA، فإنه من الجيد أن يتم توسيع حجم المشاركة. إذا تابعت الإتجاه من 1982 (زيادة العدد إلى 24 منتخباً) إلى 1998 (إلى 32 منتخباً) سترى أن حجم المشاركة من مختلف أنحاء العالم كان متقارباً. أعتقد أن نظام 16 مجموعة تضم ثلاثة منتخبات مناسب أيضاً. أعتقد أن قرار التوسع عادل وصحيح.

كوزو تاشيما (اليابان)
توصّلنا إلى القرار بعد أن استعرض FIFA تحليلاً لأربعة خيارات. لقد زوّدونا بمعلومات رائعة. عدد المباريات سيزيد لكن طرفا النهائي سيخوضان من بداية البطولة إلى نهايتها سبع مباريات فقط. فهذا لم يتغير كما أن فترة الراحة بعد المباريات لن تقل. وبناءاً عليه سيتم الحفاظ على جودة المسابقة وهو أمر يمثل أهمية على الصعيد الكروي. لن تتغير مدة إقامة البطولة وبناءاً عليه لن تتأثر الأندية أو اللاعبون.