تاوريرت بريس :

مصطفى السحيمي

 

قال المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، مصطفى السحيمي، إن الشراكة الاستراتيجية التي تم إرساؤها بين المغرب والصين، بمقتضيى الإعلان المشترك
الذي وقعه أمس الاربعاء في بكين كل من صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الصيني، شي جينبينغ، تمثل “خارطة طريق، وتوجه ورؤية” مشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية.
وأوضح الأكاديمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “هذه الزيارة الملكية الثانية من نوعها للصين، بعد زيارة 2002، تعتبر عملا دبلوماسيا قوي الحمولة، مشيرا إلى أنها تأتي بعد الزيارة التي قام بها جلالته لروسيا وبعض دول الخليج العربي.
وقال إنها أجندة تعكس طبيعة المنحى الذي اتخذته السياسة الخارجية للمملكة، مؤكدا، في هذا الصدد، أهمية حصيلة الزيارة الملكية للصين.
وفي هذا الإطار، سجل أن حوالي خمس عشرة اتفاقية واتفاقية -إطار في مجالات عدة، والتي تم توقيعها خلال هذه الزيارة، سوف تعطي بالتأكيد دفعة قوية للتعاون المتعدد الأبعاد، مشيرا إلى أن هذا التعاون، الذي اتسع نطاقه، يفتح مجالات حبلى بفرص هائلة، في نفس الوقت الذي يحدد فيه المؤهلات التي ينبغي تثمينها.
ولإبراز الشراكة الاستراتيجية المغربية الصينية التي تم إرساؤها خلال الزيارة الملكية لبكين، أشار الأكاديمي الى ان الأمر يتعلق بأكثر من مجرد تعاون إنها قفزة إلى الأمام في علاقات البلدين، موضحا أن هذا الأمر لم يكن ليتم لو لم يكن للبلدين قواسم مشتركة، تتمثل على الخصوص في “انشغالهما المستمر بالسلم والاستقرار والأمن والحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقلال والسيادة والوحدة الترابية”.
وقال إن “المغرب والصين لديهما تاريخ عريق في هذا المجال، فقد حملا على عاتقيهما، وبالرغم من تقلبات التاريخ، الانتصار لمجتمع دولي يقوم على العدالة والإنصاف، معتبرا أنه، انطلاقا من هذا المنظور، فإن المغرب، الذي يعد رائدا في مجال التعاون جنوب-جنوب، لاسيما على مستوى إفريقيا جنوب الصحراء، ما كان له إلا أن يجد لدى الصين نفس القابلية في تبني خارطة طريق، وتوجه ورؤية مشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية.