بقلم : حسن ايناو :

ايناو حسن

 

 لقد قلت في مقال سابق على أن الأحزاب المغربية كلها تبادلت أدوارإفقار هذا الشعب بتشريعات كارثية،ولم تشرك أي من الفعاليات النقابية التي يفترض أن تكون الممثل الحقيقي للشريحة الأصل في تشخيص ما مدى صوابية أي قانون من عدمه.هته النقابات التي من المفترض أن تكون أم السياسة

،بل بوصلتها في النظم الدمقراطية،لأنها هي التي لها رصيد بشري قار وكبير،وعليها حمل جميع أعباء كل غبن لدى المواطن البسيط،لو كانت مؤهلة لأخذ هذا الإسم الكبير الذي هوً- النقابة- ولما وصلت أمور كثيرة للسوء الى هذا الحد .لكن حين تموت وتغوص هته النقابات في نوم عميق،ولا نكاد نراها إلا عبارة عن أسماء فوق جداريات دكاكين مغلقة ،تفتح إلا يوم فاتح ماي خوفا من الحرج أمام الخارج .هته النقابات ، أصبحت تستجدي عطف أحزاب أصلا ضعيفة ،تتكأ على أوجاع شعب مقهور،وطبقة إنتهازية همها الوحيد الجلوس على كراسي المسؤولية دون مضمون.وأصبح الطبيب يفتي في قانون الفلاحة،والمعلم في قانون الطب،وهكذا دون أن نعرف ما دور النقابات ،ولمذا أصلا موجودة،ومتى تحتاجها الدولة لإرشادها لضمان حقوق المواطنين حين التشريع….إن النقابة يجب أن تكون اللاعب الأساسي في كل ما تناقشه الأحزاب السياسية وخصوصا في المواضيع الحساسة التي تمس جيوب المواطنين،،كونها صاحبة الشعار الرئيسي للنضال،وكونها شاملة لجميع قطاعات الدولة،،من تعليم،صحة،فلاحة،ماء،كهرباء،صناعة،ملاحة ،،إلخ ..لكن الواقع أنها ليست مؤهلة لذلك،،وبما أنها لا تستحق ذلك،بسبب ضيق فهمها،وعدم رؤيتها للواقع،وسوء تقديرها للأمور،وسعي مسيريها وراء أطماعهم الخاصة،دون الحفاظ على حقوق المواطن ،وبالتالي الوطن . لا يسعنا إلا أن نقول أن هذه الحالة المزرية تحتاج علاجا واقعيا وشاملا لهذا الجسد المتهالك والهزيل،والذي سبب في إخفاقات حكومية كبيرة ،أدت الى مانراه اليوم من حراك شعبي،تداخلت فيه دوافع سياسية،قد لا تدرك أطراف عدة مآلاته ،وهو في الواقع لعبة خبيثة تسعى أطراف ركوبها،وفي الحقيقة من الممكن تداركها بالإعتراف الصريح لأخطاء الأحزاب المتغولة ،وبعث الروح في هذا الجسد النقابي المريض.إن الحفاظ على هذا الوطن الطيب أهله،هو أمل كل إنسان يسعى الى رقيه،ذلك الإنسان النزيه ،المتخلق،المؤمن،المحترم..ذاك الصامت ،المتتبع،الواعي،الشامخ…فلنكن كلنا أهلا للحفاظ على أمن بلدنا هذا.ولتعترف أحزابنا بأخطائها،هذا ليس عيبا،بل العيب هو أن لا نعلم أن الإنسان سهل الإخفاق…إن أي حزب لا يمكنه دخول التاريخ إلا إذا أشرك جميع القوى الحية في قراراته،من أحزاب ونقابات ،واستطاع أن يضمن للشعب العيش الكريم،باستراتيجية واضحة،بعيدة عن الإقصاء،أو الإنتقام،أو أن يضن أنه يمتلك العصمة دون غيره.أو الإعتماد على الحلول الترقيعية مرة بعبارة قالها بوكماخ -أكلة البطاطس-أو كما قال الجاحظ لزوجته حين غضبت وأفرغت عليه غسيلها- مازلت تبرقين وترعدين حتى أمطرت.-…….وأخيرا تحية للمغرب شعبا وملكا ووطنا…وشكرا..