تاوريرت بريس :

فرنسا

 

تواصل منطقة “كوت دازور” جنوب شرق فرنسا عمليات البحث عن المفقودين وتنظيف ما أفسدته العواصف الرعدية والفيضانات المدمرة التي شهدتها نهاية الأسبوع وأسفرت عن مقتل 19 شخصا على الأٌقل.

لا تزال منطقة “كوت دازور” تحت وقع الصدمة بعد العواصف الرعدية والفيضانات المدمرة التي شهدتها نهاية الأسبوع، مخلفة 19 قتيلا على الأقل وفقدان اثنين في هذه المنطقة السياحية في جنوب شرق فرنسا.

وفي بلدة بيو حيث قضى ثلاثة مسنين في دار للعجزة، حمل عشرات المتطوعين المكانس لمساعدة المنكوبين في إزالة الوحول التي جرفتها السيول.

وقالت امرأة أن “الوحول في كل مكان ورائحتها كريهة وتتلف الأثاث” مؤكدة أنها “بحاجة إلى ثلاثة أو أربعة أيام” لإصلاح منزلها.

وعلى مسافة قريبة حاول حوالى مئة عنصر متخصص، بلباس الغطس، تنظيف مجرى نهر براغ الذي سقطت فيه أشجار مقتلعة وحواجز على أنواعها.

حالة الكارثة الطبيعية

وصرح مسؤول في فرق الإغاثة “إما يتم سحب قطع الخشب لإخراجها من المياه أو نقطعها إلى أجزاء صغيرة لكي لا تسد مجرى النهر” في حال ارتفاع منسوب المياه مجددا.

ومساء السبت، أعلن إنذار عن عواصف رعدية في جنوب شرق فرنسا، لكن الأمطار الغزيرة التي تركزت على ثلاثين كلم فاجأت السكان. وفي بعض المناطق، وصل منسوب المياه إلى 180 ملم خلال ثلاث ساعات.

وفي ماندوليو لا نابول حيث كانت الحصيلة الأسوأ، عثرت فرق الإغاثة ظهرا على جثة جديدة، ما يرفع عدد الضحايا في هذه المنطقة إلى ثمانية. وقضوا جميعا في مواقف سيارات تحت الأرض أثناء محاولتهم إخراجها منها.

وفي مدينة كان عثر على جثة أخرى ظهرا في موقف للسيارات.

وبعد العثور على هاتين الجثتين ارتفعت حصيلة القتلى إلى 19 مع مفقودين، واحد في مدينة كان والآخر في أنتيب، وفقا للسلطات المحلية.

وحتى الأحد لم يقدر حجم الأضرار المادية، لكن المنكوبين وبينهم تجار أو سكان خسروا كل شيء بعد أن جرفت الوحول ممتلكاتهم، وبدأوا الإثنين باحتساب الأضرار.

وأعلن الرئيس فرانسوا هولاند الذي زار الأحد المنطقة المنكوبة أن اجتماعا لمجلس الوزراء سيعلن الأربعاء حالة الكارثة الطبيعية، وهو إجراء أساسي لدفع التعويضات.

ودون تأخر، وضعت شركات التأمين “إجراءات عاجلة” لدفع تعويضات خلال شهرين لقسم كبير من المنكوبين وفقا للجمعية الفرنسية لشركات التأمين.

وقالت إديت بينكوفاري، المحامية في بلدية بيو، أن ممثلي شركات التأمين بدأوا يجولون في المنطقة المنكوبة و”طلبوا عدم رمي أي شيء قبل زيارة الخبير المختص والتقاط أكبر عدد من الصور عن الأضرار”.

عودة الجدل بخصوص توقع التقلبات المناخية العنيفة

وعاد الجدل إلى الواجهة الإثنين حول توقع التقلبات المناخية العنيفة التي قد تزداد مع ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفان لو فول “علينا أن ندرس ما إذا كان في إمكاننا توقع مسبقا ما سيحدث” متسائلا حول مستوى الإنذار الذي أعلن السبت.

من جهته قال وزير الخارجية لوران فابيوس أنه لإنهاء هذا النوع من الكوارث الطبيعية يجب التوصل إلى اتفاق خلال المؤتمر الدولي حول المناخ في باريس في كانون الأول/ديسمبر.

وأضاف “مع التقلبات المناخية أصبحت الكوارث الطبيعية أعنف وأقوى”. وأوضح “إذا لم نتحرك بسرعة كافية أو بقوة كافية فإن هذه المأساة الفظيعة قد تتكرر”.