بقلم : بلقاسم سداين 

بلقاسم سداين

 

انتخابات أفرزت تغييرات غير مضمونة وغير متوقعة
لانتخابات سيطرت عليها الو لاءات القبلية والعرقية
وغابت عنها البرامج السياسية و الحزبية
كانت وراء توقيف عامل الإقليم

إن المتتبع للشأن المحلي والمواطن البسيط التاوريرتي يستخلص خلاصات أن ما شاب العملية الانتخابيات من تجاوزات كانت خطيرة للغاية بدء بتقطيعات غير مركزة و ارتجالية مطلقا وغير محسوبة العواقب والنهايات والنتائج .. وصلت إلى حد عدم مجانستها للتوجيهات العامة للبلاد في ظل تحولات إقليمية و دولية .. ولهذا الأمر حديث طويل ..
وقد عرف الإقليم حملات انتخابية طغت عليها الو لاءات القبلية والعرقية، وغابت المنافسات الحزبية والخطابات السياسة السياسية ..إنها انتخابات بنكهة القبلية و ما صاحبها من ظواهر غريبة أحيانا، و صلت إلى حد اعتداءات لم تسلم منها حتى الأجهزة الأمنية، وتخريب ممتلكاتها. وما بالك بأطراف أخرى ..فربط المواطن التاوريرتي رموز الأحزاب بالقبيلة .. فهذا رمز القبيلة كذا.. ورمز قبيلة كذا هو.. .فغابت البرامج وحلت محلها تصفية الحسابات الضيقة. مع توظيف جميع الوسائل الممكنة بدو استثناء _ وعلى عينك ابنعدي _..بما فيها جلب ألاف الأشخاص من خارج الإقليم كما وعددا. مما شكل خطرا على امن وسلامة المدينة: أشخاص لا علاقة لهم بالانتخابات والانتماءات السياسية ..أنه توظيف هدفه إبراز قوة وهمية لإطراف، على حساب إطراف أخرى ..ملاحظات سجلها المواطن التاوريرتي العادي بذكائه و تفسيراته. فبالأحرى الأجهزة الأمنية المختلفة ذات التخصصات و المدججة بشتى الوسائل الاتصالية التواصلية و المهنية الأكاديمية ..حملات انتخابية صاحبتها ظواهر متكررة ويومية و معاشة ..لمساندة لوائح انتخابية اعتمدت في تشكلاتها على الامتدادات القبلية، والعرقية، والمالية _ اشحال ما عندك اشحال ما تسوا _ في اللائحة : ماديا و معنويا و بشريا .. في غياب المؤهلات و القدرات والكفاءات ..وهي أمور حرضت القبيلة على أن تكون أو لا تكون فاكسبها هذا التوجه الخطير أن لا تؤمن بالديمقراطية وان لا تؤمن بالمنافسة الشريفة بل تحكيم المزاجات الظرفية و العابرة بسرعة فائقة مما اكسب الحملات الانتخابية تجاوزات كثيرة يعرفها ذووا التسيير العام للإقليم ..و يعرفها المواطن العادي التاوريرتي
فأفرزت هذه الحملات بالمدن و القرى نخب غير منتظرة تماشيا و روح دستور 2011.. وهو تغيير غير مضمون و غير متوقع في أطار تعبئة لا تخدم الاتجاه السياسي العام .. بل إن الإقليم عرف عبثا سياسيا لا مثيل له على الإطلاق .. راح ضحيته المناضلون السياسيون الحقيقيون الذين لم يرتموا في أحضان هذا العبث المرفوض.. فوجدوا نفسهم و بكفاءاتهم وقدراتهم الحزبية و السياسية خارجة لعبة مفاجئة وطارئة ..انه إفراز لكتل و توابع غير مؤهلة توابع ظرفية وغير محسوبة العواقب و عابرة ووهمية بإمكانها أن تنقلب في أي لحظة.. والأيام المقبلة كفيلة بان تسمعك الغرائب والعجائب في ظل ما ألت إليه استحقاقات 04/09 .. وسيفقد الإقليم بهذه النخب التنمية التي انخرط فيها المغرب لعدة سنوات ، إن لم تكن هناك قوى سحرية .. والأيام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذا الوضع..
فلا حديث للشارع التاوريرتي إلا عن هذه الاستحقاقات ..والتي توجت بالانتخاب أعضاء المجلس الإقليمي و ما صاحب ذلك من اختلالات الكل على علم بها أطرتها فئات احتكمت إلى الأمية السياسية قبل الأمية الأبجدية..
في ظل هذا كله فقد ظل مكتب السيد العامل مغلقا ..فانطبقت عليه الآية الكريمة: اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون..
فالإقليم بحاجة إلى من يسير به إلى شط الأمن و الأمان.. والاستماع إلى نبض المجتمع و التعامل مع أي كبيرة وصغيرة.. لا أن نغلق على أنفسنا داخل مكاتب مكيفة.. ونسد أذاننا حتى لا نسمع ما يزعجنا وينغص أحلامنا.. فالمغرب محتاج اليوم أكثر من ذي قبل أن يواجه التحديات الكبرى و الصغرى لا أن يتعامل معها بمنطق التعالي .. وللحديث بقية أن شاء الله مع ما يستجد من جديد ات لا محالة..