تاوريرت بريس :

ساحة المسيرة الخضراء

 

كيفما كان الحال نتوجه بالشكر إلى بعض المسئولين الساهرين على تدبير الشأن المحلي على عملهم من اجل تحقيق أفكار بعض المفكرين والمثقفين والمبدعين في هذه المدينة وبخاصة صاحب فكرة إنشاء ساحة المسيرة وجعلها كمتنفس اجتماعي ومجالا لتنمية المواهب بمختلف ألوانها وأشكالها على غرار ساحة جامع ألفنا بمراكش واستغلا لها من اجل تنظيم الحفلات والمهرجانات والمعارض الثقافية والفنية واتخاذها كقلب نابض لهذه المدينة إذا تم الحرص على هذا التوجه السليم في إطار الفكرة المشروع الرامية إلى كل غاية صالحة خالية من كل الخلفيات الدنيئة .
علما أن أي صرح لم يكن صرحا شامخا قبل أن يكون فكرة تمخضت زمنا قبل أن تصير الفكرة صرحا تحققت بفضل جهود البنائين وسواعد المشاركين وإلا بقيت الفكرة مجرد خاطرة قلما تجد لها مكانا في حيز الوجود كما يبقى هذا الصرح مجرد رسم في الخيال بعيدا من الواقع كذلك يبقى حال منتجي الأفكار من مثقفين ومبدعين ومفكرين باعتبارهم الشموع التي تنير المجتمعات حينما تغيب البدور وبمثابة الورود والزهور التي ينبغي أن يزين بها واجهات المدن ما من حاكم يوفق في حكم دولته ما لم يكن محصنا برجال الفكر والثقافة والإبداع في مختلف المجالات ” …قالت أيها الملأ أفتوني في أمري ”
إلا أن الاستبداد والأنانية وحب الذات أحيانا تكون من أفات بعض المسئولين وبعض السياسيين الغير الديمقراطيين في هذه المدينة شيء جميل أن يتناول احد هؤلاء كتابا لأي مفكر فيحاول تجسيد أفكاره على مسرح الواقع الاجتماعي كما هو شيء أجمل أن يجمع حوله مجموعة من المثقفين والمفكرين والمبدعين للاستشارة معهم في أي شان فيأخذ بما اجمعوا عليه من أراء يراها مفيدة للمجتمع والمدينة ولكن من الواجب ومن باب الإنصاف أن يعطي لكل ذي حق حقه من الذكر على الأقل ويبين للمجتمع اثر صاحب الفكرة وبصمته على المشروع وذلك اضعف الإيمان وأما أن يغيبه تماما فقد يعد ذلك سلوكا غير لائق قلما يشرف المسئول حينما تتجلى الحقائق ليس عيبا أن لا يكون هذا الأخير مبدعا أو مفكرا أو مثقفا أو عالما وحكيما ولكن عيبه في عدم تواصله مع هؤلاء ليكون احكمهم وأعلمهم واعرفهم وأقدرهم على تجسيد أفكارهم .

لسنا أنانيين ولا مدعين ولا ممن يريدون العلو في الأرض والراغبين في المناصب ولا اللاهثين وراء الامتيازات والساعين للشهرة بل ما نريده بالقول واجب التصدي لكل من يحاول السطو على الممتلكات الفكرية لأي شخص أخر لأننا نجد من العار ومن الوقاحة أن يركب الإنسان على أفكار إنسان أخر فينسبها لذاته ليستغلها سياسيا أو اجتماعيا أو حتى ماديا وليس للمرة الأولى والثانية والثالثة قد لا يهم .
ولكن من باب الإنصاف كان عليهم أن يذكروا صاحبهم بخير وان يقولوا في حقه كلمة صدق وعلى الأقل أن يدعوا له بالرحمة ولما كانت الأنانية وحب الذات من السلوكيات المشينة التي يعتمدها بعض ذوي النفوس الضعيفة والمريضة في هذه المدينة جعلتنا نذكرهم بذلك علهم و عساهم فان أنكروا سنشكر ونحن لا نريد منهم جزاءا ولا شكورا قدر ما نريده لهذه المدينة من خير ورقي وازدهار .