بقلم عزالدين قدوري:

 فعلا ، انه أمر حسن و مستحسن أن يخلد المغرب اليوم الوطني للسلامة الطرقية في 18 فبراير من كل سنة من اجل التحسيس و الحرص على سلامة المواطن .
و مدينة تاوريرت مثلها كباقي مدن المملكة تخلد هي أيضا هذا اليوم من خلال المجهودات التي تبذلها أجهزة الأمن و الوكالة الوطنية لسلامة الطرقية ، لكن هذه المجهودات مهما أبدعت فيها هذه الجهات، و مهما صرف لتنظيمها تبقى ناقصة و غير مجدية إذا غاب عنصر من العناصر الأساسية التالية :

  • العنصر الأول مرتبط بالتوعية و التحسيس
  • العنصر الثاني مرتبط بالمراقبة و الزجر
  • العنصر الثالث مرتبط بالبنية التحتية

و مما لا شك فيه ، أن نجاح هذه الحملة الوطنية رهين بتوفر العناصر السالفة الذكر . و هذا ما يجعلنا نتساءل :
– هل العنصر الثالث المرتبط بالنية التحتية متوفر في مدينة كمدينة تاوريرت بحيث يضمن سلامة المواطنين ؟
فالطرقات السليمة والآمنة تعتبر عاملا أساسيا في تعزيز التنمية المستدامة و تضمن هي أيضا سلامة السكان سواء السائقين أو الراجلين.
و للأسف، تواجه مدينة تاوريرت لسنوات طويلة تدهورا لحالة الطرق التي تعاني من التقادم و انعدام الصيانة ، إذ أن الحفر و التصدعات باتت منتشرة في معظم الطرقات . إضافة إلى عدم توفر علامات المرور بشكل كاف ، و نشير أيضا إلى المشاكل المرتبطة بعملية العبور إلى جانبي المدينة عبر جسر واحد ضيق و الذي تقع به حوادث عدة رغم بطء الحركة عليه ، هذا إلى جانب توفره على رصيفين ضيقين للراجلين و في حالة غير لائقة مما يعرض حياتهم للخطر …..
أمثلة كثيرة في مدينة تاوريرت تذل على انهيار البنية التحتية التي تعتبر عاملا أساسيا في السلامة الطرقية ، و تجعل التنقل بالمركبات أو حتى بالأقدام أمرا صعبا. و تؤثر حتى على المجهودات التي تبذلها الدولة عبر جهاز الأمن أو عبر مديرية الطرق بوزارة التجهيز …
لكن رغم كل تلك المجهودات إلا أنها لا تكفي لحل المشكل بشكل جذري، و سيبقى الوضع في تاوريرت متفاقما أمام عدم تجاوب المجالس المنتخبة مع مشكلة تدهور الطرقات و البنية التحتية في المدينة .
و ما يؤكد كل ذلك هي الاحتجاجات التي تخوضها الساكنة و خصوصا سائقي سيارات الأجرة الذين طالبوا في عدة أشكال نضالية بإصلاح وصيانة الطرقات في مدينة تاوريرت، و تنفيذ برامج شاملة لتحسين البنية التحتية للطرق، وتوسيع الشبكة الطرقية، و تعزيز الرقابة والمتابعة المستمرة لعمليات الصيانة وتحسين جودة الأشغال.
إن تحسين حالة الطرقات في مدينة تاوريرت ليس مجرد إجراء فني، بل هو استثمار في سلامة و رفاهية السكان و تعزيز فرص التنمية المحلية. و إن الحلول الشاملة والفعالة تتطلب تعاونا وتنسيقا قويا بين الجهات المعنية والمجتمع المحلي، لتحسين الوضع وتحقيق التقدم المستدام .

  •    للاشارة مقاطع الفيديو التالية من الارشيف: