عزالدين قدوري :

 هنيئا … !!! و انه لشئ مفرح حين نرى مدينة صغيرة الحجم في أبعادها الكيلومترية كبيرة الحجم في أبعادها التاريخية و الثقافية تصبح قبلة تستقطب شباب مدن مجاورة تكبرها حجما لتنظيم أنشطتهم الثقافية والابداعية، فمند أيام قليلة عرفت هذه المدينة الصغيرة الساحرة – مدينة دبدو – تنظيم يوم تواصلي مع جميع الفرق الفلكلورية بالإقليم يوم الأحد 12 نونبر 2023 ، و بعده و بتاريخ يوم السبت 9دجنبر 2023 تم توقيع العمل الإبداعي ديوان مراكب الشعر للأستاذ مصفى السريتي .
لكن من زاوية أخرى دعونا نتساءل :
– ما السبب أو الأسباب التي قد تدفع شباب تاوريرت و مبدعيها و مثقفيها إلى الانتقال لمدينة دبدو ؟
الجواب ، هدا أمر ليس نتاجا للحظة و إنما هو وليد تراكمات من اللامبالاة بالشأن الثقافي و الإبداعي و فتح المجال أمام الرويبضة حتى باتت مدينة تاوريرت عنوانا للتطفل و في كل القطاعات .
و أمام مجانية صفحات التواصل الاجتماعي بات كل من هب و دب يدعي كونه مثقفا و أديبا و شاعرا و محللا و انه درس بجامعة محمد الأول و هو الذي لم تطأ قدمه قط عتبة الكتاب أو المسيد …. مما ادى الى نوع من العبث و الفوضى .
هذه العوامل على سبيل الحصر هي التي جعلت المثقف والمبدع الحقيقي يرفض أن يلطخ كرامته و سمعته ففضل أن ينأى بنفسه عن الجميع و يعيش وحيدا اعزلا بين أعماله وأفكاره و إبداعاته و ابتكاراته .
أما من حيث البنية فمدينة تاوريرت لا تتوفر على مراكز ثقافية في المستوى ، فقط مركز ثقافي يتيم أعطى انطلاقة أشغاله العامل السابق السيد عبد العزيز بوينيان لكن توقفت أشغاله إلى يومنا هذا و لا تتوفر أي معلومات حول الأسباب وراء هذا التوقف .
و مكتبة عمومية قديمة كانت تضم عددا مهما من أمهات الكتب للأسف تم هدمها.
أمثلة كثيرة للفوضى و التطفل بمدينة تاوريرت و أسباب أخرى يطول عدها ، هي من تقف أمام عجلة الإبداع والثقافة المحلية ، الشئ الذي دفع دلك المثقف المبدع أو إن صح التعبير ذلك النسر المبدع الذي لا يرضى بمخالطة المتطفلين الأميين الجاهلين إلى البحث عن المناطق العالية فكانت مدينة دبدو الجبلية بالنسبة له بمثابة العش المناسب الذي يلجأ إليه لمشاركة إبداعاته و ثقافته …
فهنيئا مرة أخرى لمدينة دبدو فبعد أن كانت مزارا للسياح من عشاق الطبيعة و التراث التاريخي ، ها هي اليوم تنجح في استقطاب الفعاليات الثقافية والفنية و عساها أن تكون ملجأ للفعاليات الوطنية التي طالما حاولت تنظيم ملتقيات بمدينة تاوريرت إلا أنها كانت فاشلة .
عموما أتمنى لمدينة دبدو الساحرة مزيدا من التألق .