بقلم : عزالدين قدوري

 السيطرة و التحكم في خيرات ومقدرات مدينة تاوريرت هو لهدف الحقيقي لبعض مسيري الشأن المحلي ، و ليس صحيحا أن هدفهم هو خدمة الصالح العام للمدينة .. و إنما التسلل إلى مقاعد القرار وقيادة المدينة بالخداع و الانتهازية و الوصولية ، و ما شعاراتهم و اجتماعاتهم و مؤتمراتهم إلا وسائل للتغطية على طموحاتهم المجنونة التي لا تستند إلى مرجعية دينية ولا سياسية . كل همهم في تنمية رؤوس أموالهم و تحقيق مزيد من الأرباح ..
هكذا بات ينظر الرأي العام المحلي و بعض فعاليات المجتمع المدني و بعض القوى الحية للوضع داخل مدينة تاوريرت .
لم تعد مدينة تاوريرت ، تلك المدينة الحالمة ، التي كبر أهلها و ترعرعوا في أحضانها .. تلك المدينة التي أنجبت كتابا و شعراء و رياضيين و فنانين …. و إنما تحولت إلى كابوس يومي من المشاكل و المخاوف التي أنتجت ساكنة تعيش في قلق دائم .
– ساكنة خائفة من المرض و ما ينتج عنه من الألم في غياب مرافق صحية في المستوى المطلوب .
– ساكنة خائفة من الغد و لا تطمئن إلا بعد تأمين قوت يومها .
– ساكنة باتت تخشى حتى من التقلبات الجوية و ما ينتج عنها من أضرار على مستوى البنية التحية للشوارع و الأزقة المتهرئة .
كابوس يومي تعيشه مدينة تاوريرت ، و ضحيته هي الساكنة المغلوب على أمرها التي تتألم في صمت.
و مثل هذا التحول الذي طرأ على المدينة لم يحدث مصادفة ، و لم يتم عفويا و إنما كان نتيجة لتراجع دور الفئة المثقفة الواعية التي كان عليها التدخل للتوجيه و الإرشاد متى رصدت مظهرا من المظاهر السلبية داخل المجتمع ، و دلك التراجع هو ما سمح بظهور عناصر سلبية مستعدة لبيع صوتها و ضميرها .. مقابل كسب مادي سهل .
فما كان إلا أن صار المشتري يجني أموالا طائلة و صاحب الصوت و الضمير الفاسد إلا مفلسا خسر كل ما يملك ماديا و أخلاقيا .
و أمام سكوت الفئة النخبوية بالمدينة أضحت مجريات الشأن المحلي في يد كسالى لا يفقهون شيئا في التسيير المحلي و صور الواقع خير شاهد على ذلك ، و أتباعهم من فئة رخوة كعجينة طيعة ضائعة يمكن السيطرة عليها أمام طموحاتها الضيقة .
لهذا بات من الضروري قيام صحوة ثقافية لنخبة المدينة ، يقف فيها العقلاء ضد المظاهر السلبية داخل المجتمع عن طريق الوعي و ممارسة حقهم في النقد الذاتي و الموضوعي .
فكلمة الحق لها وقعها ، و إذا قيلت فإنها تملأ الدنيا ، و لا قوة تستطيع محوها .