بقلم /عزالدين قدوري


إن مبدأ النضال من اجل الحق ، والاحتجاج من اجل الحق ، في مدينة تاوريرت اختفى بين ليلة وضحاها من الشارع ، و كان هذا الاختفاء مثل دفن الرؤوس في الرمال ، و الغريب في الأمر أن المشاكل المتعلقة بالبنية التحتية و بالتشغيل و بالصحة … على مستوى المدينة لا زالت مستمرة بل إنها تزداد تفاقما يوما بعد يوم.
و أغلب الفاعلين السياسيين و الجمعويين – بدون تعميم – لا يبدون أي رد فعل تجاه هذه الأوضاع المزرية التي تشهدها المدينة ، و إنما هم صامتون و كأنهم يعيشون في المدينة الفاضلة .
اختفت كلمة الحق من قاموسهم تماما !!!
والمواطن العادي البسيط بدأ يفهم و يسلم بان مبدأ النضال السياسي و الجمعوي من اجل الحق و من اجل الصالح العام أمر غير موجود بتاتا ، و أن الممارسات السياسية و الجمعوية على الساحة التاوريرتية باتت أمرا غير مفهوم !!!
و التعمية على الوضع المحلي أمر غير مطلوب.
وقبول الوضع و التعايش معه لن يصنع تقدما و لا تنمية للمدينة .
كما أن انزواء و سكوت المثقفين والمهتمين بالشأن المحلي على الوضع وعدم إبدائهم لأي رد فعل أو رأي تجاه ما يجري في الساحة ، فهذا لا يعد موقفا مقبولا ، بل هو واحد من الأسباب الأساسية التي تساهم في نسف التنمية المحلية من أساسها و تعود بالمدينة القهقرة .
إن الوضع المأساوي الذي تعيشه مدينة تاوريرت بات حقيقة .. و تخلف المدينة عن ركب التنمية مقارنة بباقي مدن البلاد .. كما ذكرنا من قبل ، أمر يبعث على القلق والخوف من المستقبل .
فعلى الجهات المسيرة للشأن المحلي أن تنظر للوضع نظرة واقعية ، فصرخات ما بعد الصبر قادمة لا محالة .. وصرخة المتألم غير صرخة من يخشى أن يصاب في المستقبل بالألم .. و الحكماء من يستبقون الأحداث قبل وقوعها .
إن مدينة تاوريرت في حاجة إلى مسيري شأنها المحلي أن يكونوا أكثر جدية ، و أكثر حيوية وأكثر احتكاكا بالمجتمع .
كفى استرخاء ..
إن الاسترخاء قتل روح المدينة و أمات مختلف مرافقها .
وان لم نستطع أن نضع يدا في يد من اجل هده المدينة المنكوبة .. فلنبك على مستقبلنا فقد حكمنا على أهلنا بالعذاب و العقاب و على أبنائنا بالبطالة و على بيئتنا و محيطنا بالضياع.
إن الزمن يجري ، و باقي مدن البلاد في تسابق معه لأجل مواكبة قطار التنمية ، و جمود و ركود مدينة تاوريرت لن يجعلها إلا أكثر تخلفا و في ذيل الترتيب .
و مدينة تاوريرت .. مدينة كفاءات و رواد و ضمائر حية على ما أظن ..
أليس كذلك .. ؟!!