بقلم : عزالدين قدوري


وجود بعض الخلافات السياسية أو الإيديولوجية لا يمنع من وجود رأي متحد . فالخلافات تذوب دائما أمام المصلحة المشتركة لمدينة تاوريرت .

و الخلافات في الرأي بين أبناء تاوريرت لا تصنع التمزق و التشرذم المجتمعي إلا عند المختلفين المتخلفين الذين لا يدركون لغة ” الصالح العام ” .
فجل مدن المملكة بها تيارات سياسية و إيديولوجية متباينة و مختلفة ، لكنها بدأت تدرك أن بناء المجتمع و البنية التحتية يكون بالاتحاد و العمل جنبا إلى جنب ، لان العدو الحقيقي الآن هو تسارع الزمن الذي لا يمهل ولا يتوقف ولا يتخلف ، فإما أن تواكبه و تغتنمه أو أن تكون شخصا جامدا أو من ماضيه .
يجب على الجميع إدراك أن شعارات الانتخابات التي طالما خدروا بها ساكنة المدينة لن تعد لها قيمة ، و أنها مجرد كلمات لا معنى و لا وزن لها .
إن الساكنة صحت أخيرا مفزوعة على كابوس مخيف لأبشع صور التدهور المجتمعي ، بنية تحتية في الحضيض ، و مستوى صحي في حاجة إلى إرادة قوية و جادة للنهوض به .
و طاقة شبابية تنتظر فرصتها لخدمة المدينة سواء عن طريق التشغيل أو الإبداع والثقافة و الرياضة …
وإذا كانت الانتهازية و الوصولية باتت حالة عامة كما يقول البعض و أن الضمير الحي و الكرامة و الشرف باتت أمورا من الخيال .. فهو عذر أقبح من الذنب .. و معنى ذلك أن مثل أصحاب هذا الرأي هم أعداء المدينة ، يريدون قتل الإرادة و الأمل في شباب المدينة المفعم بالحيوية ، المحب للخير و خدمة الصالح العام .
فإلى متى سيبقى الجميع مكتوفي الأيدي .. ربما لن تكون الوحدة و الاتحاد شاملا .. لكنه من المؤكد انه سوف يجمع كما له ما له من القوة ، و هذا كاف لمصلحة المدينة .. فان توجد كثلة موحدة مهما كانت قوتها خير من عدمها . فالعقول التي ستجتهد لأجل إيجاد الحلول ، والسواعد التي ستكد و تبذل جهدا للبناء ستكون أكثر حماسا و إخلاصا و هي من الصفات المطلوبة لبناء مدينة تاوريرت ، مدينة تتقدم فيها البنية التحتية بشكل متوازي مع تقدم البنية البشرية .
.. ولا تهم سلبية الدين يتخلفون عن الركب أو يسعون إلى التشويش .
و اذكر بهذا الفئات اليائسة ، القانطة و المتشائمة . و أؤكد لهم أنهم بانهزامهم ذاك لن يحصدوا إلا مزيدا من الفقر و تردي الأوضاع بالمدينة .
أقول هذا حتى لا ينشأ بمدينة تاوريرت جيلا من الشباب المتواكل الذي ينتظر المعجزات بل ليعلم أن المدينة في حاجة إلى شباب مستعد لحشد عزيمته و ليشمر عن سواعده و ليعمل بقول الله عز وجل : ” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “.