بقلم : عزالدين قدوري 

مرت سنة على تشكيل المجلس الجماعي لمدينة تاوريرت ، والذي قطع بمختلف أطيافه الحزبية وعودا على جعل مصلحة الساكنة هدفه الأول و محور اهتمامه .
– فما الذي قدمه هذا المجلس للساكنة ؟
سؤال تعتبر معظم الساكنة طرحه غير ذي أهمية ، بالنظر إلى انطلاقة المجلس المتعثرة و المشحونة بمجموعة من الصراعات بين بعض أعضاء الأغلبية و بعض أعضاء المعارضة، و نهج سياسة الانغلاق خلال انعقاد دوراته . في غياب تام لثقافة التعاقد و التشاركية بين الأغلبية المسيرة للمجلس و المعارضة ، و بين الأغلبية المسيرة للمجلس و الساكنة و تجسيد الحق في المعلومة .
إن واقع المدينة يوضح بشكل صارخ حالة الجمود التي تعرفه . فلا مبادرات ولا مشاريع تذكر لسد الخصاص الذي تعرفه مختلف القطاعات الحيوية .
لذلك ، ونظرا للموقع الذي تفرضه علينا مهنتنا كصحفيين فان من واجبنا تقديم قراءة نقدية موضوعية للقارئ المحلي و المغربي عموما، باعتبارها الوسيلة الوحيدة القادرة على رصد مختلف اختلالات المشهد المحلي بالجماعة بما تتيحه من حرية في النقد و التقييم بعيدا عن أساليب الإطراء.
فقد باتت الساكنة تعبر صراحة عن امتعاضها و عن خيبة أملها في الوعود الزائفة والبرامج الانتخابية الكاذبة المقدمة لها .
إذ أن مشاكل مدينة تاوريرت لا زالت قائمة بل إنها تزداد تفاقما كل يوم ، حيث أن معظم الطرق بشوارع و أحياء المدينة باتت تنتشر بها حفر وتشققات كثيرة و لا زالت تعرف إهتراءات كبيرة، بل إن مجموعة من الأحياء الهامشية بالمدينة لا زالت محرومة من عملية تزفيت الشوارعو الأزقة نتيجة عدد من الإختلالات و انعدام المراقبة و التتبع.
أما المساحات الخضراء التي تعتبر من سمات المدينة ، فهي شبه منعدمة مما يجعل الساكنة تستفسر عن سبب هذا الانعدام للمساحات الخضراء المحددة في مخطط التوجيه و التهيئة العمرانية بالمدينة، حيث لا زال المجلس البلدي لتاوريرت عاجز عن توفير فضاءات خضراء تلجأ إليها الساكنة لكسر رتابة الحياة وضغطها اليومي ، و هروبا من مخلفات الزحف الإسمنتي الذي أصبح يخنق المدينة و يطوقها من كل جانب.
كما تجدر الإشارة إلى أن مدينة تاوريرت تعاني أيضا من مشكل الباعة الجائلين واحتلال الملك العمومي من طرف الباعة و أصحاب المحلات و المقاهي … في ضل غياب سياسة فعالة و واضحة من طرف المجلس البلدي و السلطات المحلية لمحاربة هذه الظاهرة التي أصبحت تؤرق بال السكان.
و أكثر ما يقض مضجع سكان مدينة تاوريرت هو مشكل قطاع الصحة الذي يعرف خصاصا مهولا ، يجعل المجتمع المدني دائم الاحتجاج و المطالبة بتوفير الأطباء و الممرضين و اللوازم الطبية في عدد من أقسام المستشفى الإقليمي .الشئ الذي يدفع ساكنة المدينة و الإقليم إلى الاتجاه صوب مستشفى الفارابي أو الجامعي بوجدة ..

هذا دون أن ننسى مشكل النقل الحضري الذي لا زالت تعاني منه الساكنة و يجعلها تستغرب لماذا لا توجد حافلات لربط أحياء المدينة و لحل مشكل التنقل الذي تكابده مختلف الشرائح الاجتماعية من موظفين و عمال و طلبة مدارس و ثانويات و معاهد …
و أمام هذا الأداء للمجلس الجماعي لتاوريرت، و أمام المؤشرات السالفة الذكر، فلا يمكننا القول إلا أن الوضع الحالي لمدينة تاوريرت لا يبعث على التفاؤل ، بل إن الأمر يزيد استفحالا خصوصا بعد انزواء مجموعة من الفعاليات المدنية الجادة ، والتي انطوت و تقوقعت على نفسها ، و فسحت بذلك المجال لبعض الظواهر البشرية التي طفت على السطح محاولة الانتساب إلى المجتمع المدني النظيف ، منتحلة صفة و دور الإنسان المثقف ، الواعي ، المبدئي ، الذي يترافع على مصالح الساكنة ، لكنها في حقيقتها تحاول تحقيق غاياتها و أهدافها الشخصية و الضيقة فقط .
عموما و بعد تقديم صورة للواقع المعاش بمدينة تاوريرت ، يبقى السؤال المشروع و المطروح :
هل هناك مؤشرات دالة على انفراج في الوضع الحالي ؟ ومتى سيتمكن المجلس الجماعي من تحريك عجلة التنمية و تحقيق الكرامة للساكنة التاوريرتية ؟