تاوريرت بريس :

 نفى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ما أعلنه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن تسوية الخلاف بين المغرب وتونس، قائلاً إن الموقف المغربي من استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليسارو إبراهيم غالي “لم يتغير”.

وذكر بوريطة في تصريحات لوسائل إعلام بالقاهرة، أن موقف المغرب من “استقبال رئيس الدولة التونسية الجسيم وغير المقبول لزعيم الميليشيا الانفصالية لم يتغير”.

وأوضح وزير الخارجية المغربي أن إشارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى تسوية الخلاف، مرتبطة “حصراً” بفقرة اقترح الوفد التونسي إدراجها بشأن قمة “تيكاد” (مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا) مشدداً على أن “المغرب رفضها رفضاً قاطعاً”.

وتابع بوريطة أن “تدخل عدد من الدول العربية الشقيقة، خاصة الأردن، مكَّن من التوصل إلى نص توافقي، يحيل على التعاون بين اليابان والدول العربية، دون الإشارة بأي شكل من الأشكال إلى قمة تيكاد”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال أبو الغيط، إنه “في ما يتعلق بالرؤية المغربية المخالفة للموقف التونسي الذي حدث في مؤتمر الاتحاد الإفريقي واليابان (التيكاد)، فلقد تم تسوية الأمر، والتقى وزيرا خارجية البلدين في إطار الاجتماع التشاوري، الذي عقد لمدة ساعة ونصف قبيل انطلاق أشغال الدورة الوزارية”.

وفي 27 أغسطس الماضي، أعلن رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، خلال كلمة عبر الفيديو في “مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا” (تيكاد 8)، أن بلاده ستمنح مساعدات بقيمة 30 مليار دولار لإفريقيا على مدى3 أعوام.
أزمة دبلوماسية
وأثار استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد لزعيم جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي، نهاية أغسطس، أزمة بين تونس والمغرب، ما دفع البلدين إلى استدعاء سفيريهما للتشاور.

ودافعت تونس عن موقفها قائلة إن “الاتحاد الإفريقي وجه الدعوة إلى كافة أعضائه للمشاركة في قمة تيكاد”، مضيفاً أنه “سبق للجمهورية الصحراوية أن شاركت في الدورة السادسة للتيكاد في كينيا سنة 2016، والدورة السابعة في اليابان عام 2019”.

وفي المقابل، ردت وزارة الخارجية المغربية، على البيان التونسي، قائلة إن الدعوة الموجهة لجبهة “البوليساريو” للمشاركة في مؤتمر “التيكاد” في تونس، جاءت من الجانب التونسي وليس الياباني.

وأكدت الوزارة أنه “لم يكن لتونس الحق في دعوة أحادية الجانب موازية ومحددة للكيان الانفصالي (البوليساريو)، ضد الإرادة الصريحة للشريك الياباني”.

ويخوض المغرب منذ عقود نزاعاً مع جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر، حول مصير منطقة الصحراء، وهي مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة من “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.

ويقترح المغرب الذي يسيطر على نحو 80% من المنطقة، منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته. في المقابل، تدعو جبهة البوليساريو، إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة، نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في عام 1991.

وفشلت خطة إجراء الاستفتاء لتقرير المصير المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991، إثر خلاف بشأن من يحق لهم التصويت، لتدخل القضية حالة من الجمود تخللتها مفاوضات تقودها الأمم المتحدة، وباءت كل محاولات حل النزاع حول الصحراء بالفشل حتى الآن.