تاوريرت بريس :

 

 جرى يوم الثلاثاء بمدينة وجدة تنظيم لقاء تواصلي حول موضوع “كوفيد -19 والتعليم: الحصيلة والآفاق من أجل المحافظة على المكتسبات”، في إطار الاحتفال بالذكرى السادسة عشرة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وتميز اللقاء بتقديم عروض حول تأثير أزمة فيروس كورونا على قطاع التعليم والإجراءات التي اتخذتها مصالح التربية الوطنية، ونتائج التحقيق الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط حول وضع الأطفال في سياق الأزمة الوبائية في المغرب، ولا سيما تتبع التعليم عن بعد، وتقييم إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعامي 2019 و 2020 على مستوى عمالة وجدة – أنجاد.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد والي الجهة الشرقية وعامل إقليم وجدة – أنجاد ، معاذ الجامعي، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تخلد ذكراها السادسة عشرة، هي مشروع يمثل نقطة تحول حقيقية في عملية التنمية في المغرب وخلق الظروف المواتية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي، وذلك بفضل الإنجازات العديدة والمهمة التي كان لها وقع كبير على الظروف المعيشية للسكان، خاصة في المناطق التي كانت فيها مؤشرات الهشاشة والفقر في أعلى مستوياتها.

وفي هذا السياق ، أشار إلى أنه تم تنفيذ 545 مشروعا على مستوى عمالة وجدة – أنجاد منذ إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتكلفة إجمالية تصل الى نحو 898 مليون درهم، بمساهمة من المبادرة بلغت 459 مليون درهم، وهي المشاريع التي استفاد منها أكثر من 380 ألف شخص.

و ركز السيد الجامعي على المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023) وبرامجها الأربعة التي تهدف إلى الحفاظ على الكرامة وتحسين الظروف المعيشية وفقا للديناميكية التي تم إطلاقها منذ عام 2005 ، وبناء المستقبل من خلال معالجة مباشرة للعقبات والتحديات الرئيسية للإنسان.

وبالعودة إلى الموضوع الذي تم اختياره للاحتفال بالذكرى السنوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أشار إلى التأثير السلبي الذي أحدثه وباء كوفيد -19 على العديد من القطاعات، خاصة منها قطاع التعليم، مبرزا الأهمية التي تمنحها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتعميم الولوج إلى مستوى التعليم الأولي، ولا سيما في المناطق القروية، لمحاربة الهدر المدرسي وتحسين ظروف الدراسة لفائدة الأطفال من الأسر الضعيفة.

ولمواجهة هذا الوضع، وفي إطار الجهود المبذولة لمواجهة أوجه عدم المساواة في التعليم والمساهمة في تعزيز رأس المال البشري، أطلقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حسب ذات المصدر، سلسلة من المبادرات و التدخلات المتعلقة بمجال التعليم، خاصة من خلال برنامجها الرابع المرتبط بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.
وبحسب المعطيات، التي قدمتها خلال هذا اللقاء رئيسة قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم وجدة – أنجاد، حفيظة الهندوز ، فقد تمت برمجة 84 مشروعا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى هذا الإقليم خلال الفترة 2019/2020 ، باجمالي استثمار بلغ 69.49 مليون درهم، ومعدل الإنجاز 95 في المائة.

وفيما يتعلق بمشاريع البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أوضحت أن عددها بلغ 26 مشروعا بتكلفة 10.86 مليون درهم، مشيرة في هذا الصدد الى أنه تم إنشاء 19 وحدة تعليمية في مرحلة التعليم الأولي في المناطق القروية واقتناء 11 حافلة نقل مدرسية في سنتي 2019 و2020.

كما أبرزت حفيظة الهندوز تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تهدف إلى تقديم الدعم المالي وتجهيز دور الطلبة والطالبات، والتوعية باحترام تدابير مكافحة كوفيد في البيئة المدرسية وتمويل المبادرة الملكية “مليون محفظة” برسم موسمي 2019-2020 و2020-2021.

كما أشارت إلى أنه يتم دراسة برنامج تعليمي مدته ثلاث سنوات يستفيد منه تلاميذ المدارس الابتدائية في المناطق القروية وشبه الحضرية بهدف تعزيز قدرات التلاميذ المعرفية والتعلم.

من جهته، استعرض مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمنطقة الشرق محمد ديب مختلف الإجراءات المتخذة في قطاع التعليم على المستوى الإقليمي منذ بداية الجائحة ومساهمة مختلف الشركاء، بما في ذلك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لضمان الاستمرارية التربوية والعرض البيداغوجي.

وقدمت المديرية الجهوية للتخطيط بجهة الشرق نتائج دراسة أجرتها المندوبية السامية للتخطيط بالشراكة مع منظمة اليونيسف حول تأثير كوفيد -19 على وضع الأطفال، ولا سيما فيما يتعلق بتتبع التعليم عن بعد.

وركزت التوصيات المقدمة بهذه المناسبة بشكل خاص على الجهود التي يتعين بذلها لتطوير التعليم عن بعد، والحد من التفاوتات للوصول إلى أدوات التعليم الإلكتروني وتعميمها، ودعم برامج الدعم التربوي والاستثمار في الموارد البشرية من خلال التكوين في استخدام التقنيات الجديدة.