تاوريرت بريس :

عزز المغرب والبحرين آفاق التعاون في مجال الطاقة المتجددة، من خلال مباحثات ثنائية تستهدف تبادل الخبرات لتحقيق نقلة نوعية إلى الطاقة النظيفة، التي تشكل محور اهتمام عالمي في ظل تزايد مشاريع الرباط في هذا المجال بفعل زخم استثمارات الهيدروجين.

وتأتي هذه اللقاءات في سياق تقدم مغربي في مجال الطاقة النظيفة، حيث صارت الرباط تستهدف تنويع مصادر الطاقة بالاعتماد على طاقة الرياح والبحر والطاقة الشمسية.

وخلال اجتماع ثنائي جمع رئيس الهيئة البحرينية للطاقة المستدامة عبدالحسين بن علي ميرزا، وسفير المغرب بالمنامة مصطفى بنخيي في العاصمة البحرينية المنامة، تناول الطرفان سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة النظيفة بين البلدين.

وذكرت وكالة أنباء البحرين، أن السفير المغربي أعرب عن استعداد المغرب لتوسيع آفاق التعاون المشترك بين البلدين في مجالات الطاقة المستدامة على كافة الأصعدة، وخصوصا بين هيئة الطاقة المستدامة في البحرين والوكالة المغربية للطاقة المستدامة.

كما عبر عن تقديره للتقدم الكبير الذي أحرزته البحرين في النهوض بقطاع الطاقة المستدامة، والذي كان لهيئة الطاقة المستدامة الدور المحوري في تحقيقه.

من جهته أشاد المسؤول البحريني بالإسهامات الهامة للمغرب في السبق العالمي للتحول إلى الطاقة المستدامة.

وثمن الاهتمام الذي توليه قيادة وحكومة المغرب لدعم جهود استدامة موارد الطاقة وتنوعيها، الأمر الذي تترجم بتبني أهداف طموحة أعلنت عنها المملكة المغربية للاعتماد على موارد الطاقة المتجددة في المزيج الكلي للطاقة، بنسبة بلغت 42 في المئة حتى الآن وترتفع إلى 50 في المئة بحلول 2030، وبعد ذلك ترتفع إلى 100 في المئة بحلول 2050.
وأوضح أن “المغرب يعمل على تحقيق هذه الأهداف من خلال مجموعة من الخطوات والإستراتيجيات الجادة التي يثري بها مجمل إسهاماته على الصعيد العالمي لدعم جهود تحقيق التنمية المستدامة الشاملة والتصدي لآثار التغير المناخي”.

وعبر المسؤول البحريني، عن ارتياحه لجودة وعمق العلاقات بين البلدين التي لها الأثر الهام والإيجابي في إثراء أوجه التعاون المشترك في مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، بما يعزز هذه العلاقات ويحقق النماء والتطور للبلدين.

واستعرض الإنجازات التي تحققت في قطاع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في البحرين، وسلط الضوء بالخصوص على أهمية تعزيز التعاون وبناء العلاقات والشراكات مع الجهات والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك في كلا البلدين.

وشدد على تنمية آفاق التعاون المشترك وفرص تبادل الخبرات والاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وذلك بالاستفادة مما حققه المغرب من إنجازات في مجال تقنيات واستخدامات الهيدروجين الأخضر لتخزين الطاقة، وهي إحدى التقنيات والمبادرات التي تكثف الهيئة البحث فيها كأحد حلول تخزين الطاقة النظيفة في البحرين.

وخلال السنوات الأخيرة تبنى المغرب استراتيجية للطاقات المتجددة بهدف الوصول إلى الاستقلال الطاقي، والانتقال من بلد يستورد كل احتياجاته من النفط والغاز إلى بلد منتج للطاقة المتجددة، وذلك بالاستفادة من الطاقات الريحية والشمسية وطاقة التيارات البحرية.

وتستهدف الرباط التقليص بنسبة 13 في المئة من انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول سنة 2030، وبلوغ 52 في المئة من الطاقات المتجددة بحلول السنة ذاتها، وتمثل الطاقات المتجددة بالفعل أكثر من 35 في المئة من القدرة الحالية لتوليد الكهرباء في المغرب.

وأبدت الشركات المحلية والأجنبية اهتماما كبيرا بقطاع الطاقة في المغرب، كما تعهدت الحكومة المغربية بالتعاون في هذا المجال وتأكيدها المساهمة في تعميم الربط بالكهرباء بالنسبة للمناطق التي استعصى فيها الربط العادي، عن طريق دعم تلك المناطق لاعتماد الطاقات المتجددة.

وأبرز خبراء في مجال الطاقات المتجددة، أهمية انخراط المغرب بشكل فعال في الدينامية التي تعرفها هذه الطاقات الجديدة، لاسيما الطاقة المتأتية من حركة الأمواج وكذلك الطاقة الناتجة عن تيارات المد والجزر، حيث من المنتظر أن تشهد مصادر الطاقة المتجددة البحرية نموا كبيرا على مدى العقد المقبل، وستلعب دورا أساسيا في تحول الطاقة العالمي.