الخضير قدوري:

  هل في هذه المدينة مدبر حكيم أو مسئول راشد يسمع وينصت ويرى ويبصر هل في هده المدينة من يعي حجم المسؤولية وثقل الامانة الملقاة على عاتقه ترى الى متى سيظل مسؤولوا هذه المدينة صما بكما عميا لاينظرون ولا يعقلون او يسمعون اوليس لديهم مثقال ذرة من الغيرة الوطنية التي تحفزهم على فعل شيئ صالح لهذه المدينة عفوا بل هذه القرية التي تاويهم ولصالح هذه الساكنة التي انتخبتهم وجعلتهم نخبة رغم ضعفهم وعجزهم وفشلهم في تدبير شان هذه القرية وسكانها
بعيدا عما يسمونه لغة التيئيس و التبخيس بل انه الواقع المعهود والعارالمشهود فمنذ عشرات السنين وفي كل مناسبة كنت وما زلت اتطرق الى موضوع ذو اهمية بمكان باعتباره ضرورة من ضروريات التمدن الذي ينبغي بل يجب ان توليه الجهات المعنية الاهمية القصوى منذ سنة 1997 وبمناسبة المهرجان الاول المنظم في ما يسمى مدينة تاوريرت على مدى اسبوع كامل ظل شارع محمد الخامس المخصص لمعرض منتوجات الصناعة التقليدية المحلية غاصا بالمتوافدين على اروقة العارضين لمختلف المنتوجات لكن بعد الاطلاع على كناش الارتسامات قد صدمنا بملاحظات العارضين والزوار التي اعتمدناها كتوصيات مؤكدة اثناء عملية تقييمنا لفعاليات المهرجان الاول ويتعلق الامر بافتقار المدينة الى مطاعم و فنادق لايواء الزوار والعارضين والضيوف والى مرافق صحية ودورات مياه باعتبارها من اساسيات البنية التحتية للمدينة وفعلا قد شاهدنا بكل حواسنا مهزلة الوضع المتمثلة في انتشار الغائط و روائح البول المنبعثة بشكل مقرف من جنبات الشارع غداة رفع الاروقة
وقد اصبح الحال متكررا على مدى كل سنة بالمناسبة وكنت في كل مرة الوث صفحتي للتذكير بهذه الفضائح التي انادي الجهات المسؤولة ايلائها نوعا من الاهمية والاصلاح منذ اكثر من ربع قرن ولم يصل صوتي بعد الى اذان المسؤولين والمدبرين للشان المحلي والمهتمين بجمالية المدينة وهانحن على مشارف العشرين بعد الالفين مازلنا لم نخجل من هذه الفضائح المتكررة بالامس القريب في معرض المنتوجات الفلاحية التي دامت الاشغال في تهيئة ارضية موقعه شهورا وكلفت اموالا طائلة دون ان يفكر المنظمون في انشاء دورات المياه وذلك ما يتكرر اليوم وبعد عشرات المرات وفي كل مناسبة في معرض الصناعة التقليدية المنظم بساحة المسيرة وسط المدينة حيث يعاني العارضون والزوار من هذه الافة المتمثلة في انعدام دورات المياه والمطاعم والفنادق دون ان نعلم ما المانع من انشاء هذه المرافق الا ان يكون المعنيون نوعا من الملائكة لا يتغوطون ولا يتبولون دون حياء او كانوا لا يتوفرون على هذه المرافق في منازلهم او كانوا ممن يعيشون ويسكنون وسط المزابل لذلك فهم ليسوا في حاجة الى حاويات ولا الى مراحيض ترى اية مميزات قد تتميز بها مدينة كمدينة تاوريرت وعاصمة اقليم وهي لاتتوفر على ابسط المرافق الضرورية للحياة بذلك ومن اجله نرى اذ لافائدة من وضع المساحق على الندب ووضع الطلاء على الصداء واعتبار هذه القرية في طريق تقدمها لتصبح بعد عقود تندرج ضمن قائمة المدن المتمدنة