الخضير قدوري:

 بدافع الاحساس الغير العادي الذي يراود مشاعر ساكنة تاوريرت نتيجة الازمة التي تمر بها المدينة باعتبارها عاصمة الاقليم قد يتجاوز عدد سكانها المائة والعشرون الف نسمة يعتمد معظمهم في معيشهم اليومي على قطاع البناء باعتباره عصب الاقتصاد المحلي ان هذا القطاع مع الاسف قد ظل راكدا لمدة زمنية طويلة لاسباب ومبررات لاتغني عن ضرورة اتخاذ القرار الاستعجالي لحل المشكلة التي قد تؤدي الى انتاج خلل اجتماعي يلوح بانفجار خطير لا قدر الله على المستوى الامني بالاساس الامر الذي يدعو الى معالجة المشكلة واعتبارها من اولى اولويات العمل الاداري والسياسي انه من الحكمة وحسن التدبير وليس من الغيب والعار ان تقدم الجهات المسؤولة بالعمل على ايجاد الحلول للمشاكل البينة التي تطفو على السطح والخفية التي تتنامى في الخفاء والحيلولة دون كل عاقبة وخيمة فمن العجز والفشل والعار ان تظل هذه المدينة تغرق في بحيرة راكدة جامدة ساكنة ميتة في انتظار اليوم المنتظر
ان تفشي البطالة في صفوف الشباب من كل الاعمار وغلاء المعيشة ومتطلبات الحياة اليومية للافراد والعاءلات ظواهر قد تدمر القيم والاخلاق وتدوس على الكرامة والشرف وعزة النفس وقد كاد الفقر ان يكون كفرا كان من اوجب واجبات المسؤولين الحرصين على استتباب الامن وضمان الاستقرار الحرص ايضا على توفير اسباب العيش الكريم للمواطنين بالعمل على تشجيع الاستثمار المحلي وجلب الاجنبي وتشجيع المبادرات الذاتية وفتح مجالات التشغيل الذاتي امام الشباب
فان كانت مدينة تاوريرت باعتبارها عاصمة اقليم تتوفر على مؤهلات قد تخفف الى حد ما من ازمتها الاجتماعية والاقتصادية الخانقة وعلى وعاء عقاري كفيل لضمان ذلك نتمنى ان يكون المسؤولون في مستوى المدبرين الحكماء والمفكرين العقلاء في تدبير الشان المحلي وطمس اثر العشوائية ومخلفات التسيب والفوضى والضرب بيد من حديد على ايد اللوبيات الفاسدة التي تنخر جسم هذه المدينة وتنهب ثروة اهلها نتمنى ان يبصم هؤلاء المسؤولون على واجهة هذه المدينة ببصمات ذهبية وينقشوا على ذاكرتها اسماءهم بحروف نورانية ويعلموا ان تاريخ المدينة لايغفل كبيرة ولا صغيرة الا احصاها في سجلاتهم الحياتية كما نتمنى ان لا يناى المجتمع المدني بنفسه عن المشاركة الفعلية في فتح تحقيق فاضح وكاشف عن ملفات المتورطين قديما وحديثا فان كانت الصحافة البناءة باعتبارها طرفا في المجتمع المدني من واجبها القيام بدورها وتحمل قسط من مسؤوليتها وهي تمثل اعين السلطة لاكتشاف ما يروج في كواليس المجتمع من مفاسد فهي ايضا تمثل اعين المجتمع في تعرية كل فاسد وراء كل لبنة وفي هذا الصدد سوف لن ادخر جهدا في تفعيل دوري والقيام بواجبي كمواطن وسأتطرق لاحقا وبتفصيل مدقق لجرد كل المشاريع الفاشلة حتى يتبين للراي العام من كانوا سببا في افشالها وعرقلة اشغالها وتعطيل انجازها