تاوريرت بريس :

أشادت النائبة عن جمهورية الإكوادور ببرلمان الأنديز، باتريسيا تيران باسو، اليوم الأربعاء بالرباط، بمسار ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان بالمغرب وخصوصا التجربة المغربية الرائدة في مجال الهجرة واللجوء.

وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن تيران باسو عبرت، خلال استقبالها من طرف رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش، عن تقديرها للخطوات الكبيرة التي قطعها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الانفتاح وتعزيز التعاون جنوب ـ جنوب، مشددة على أهمية التعاون البرلماني من خلال فتح قنوات الحوار السياسي وتدارك الفرص الضائعة وفهم حقيقة الوضع بالمغرب.

كما جددت المسؤولة الإكوادورية دعوة رئيس البرلمان الأنديني لرئيس مجلس المستشارين لحضور فعاليات الذكرى الـ39 لتأسيسه ببوغوتا يومي 25 و 26 أكتوبر الجاري، ودعوة مماثلة لزيارة جمهورية الإكوادور لعقد لقاءات مع المسؤولين البرلمانيين والقوى السياسية والوسط الأكاديمي والإعلامي ببلادها.

واعتبرت أن هذه اللقاءات تعد بمثابة أرضية أساسية لاستعراض مقومات ومميزات التجربة المغربية المتميزة والرائدة على العديد من الأصعدة، وعرض حقيقة الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية والمجهود التنموي بالأقاليم الجنوبية، وأيضا استكشاف واستثمار الفرص المتاحة لتعزيز التقارب والتعاون الثنائي وتقاسم التجارب وتمتين المبادلات بين البلدين خصوصا في المجالات التجارية والفلاحية والثقافية والسياحية.

من جهته، يضيف البلاغ، عبر بن شماش خلال هذا اللقاء عن اعتزازه الكبير بروابط التفاهم والصداقة والتعاون التي تجمع المملكة المغربية ببلدان منطقة الأنديز، وبدينامية العلاقات بين البرلمان المغربي والبرلمان الأنديني، والتي تعززت وعرفت تحولا هاما في الفترة الأخيرة.

وذكر في هذا الإطار بزيارة رئيس البرلمان الأنديني السابق الرئيس فيرناندو ميزا، والأمين العام إدواردو شيليكينغا مازون، للمملكة المغربية بدعوة من مجلس المستشارين يوليوز الماضي، تضمنت زيارة للأقاليم الجنوبية، أكد خلالها دعم البرلمان الأنديني للوحدة الترابية للمغرب وللمبادرة المغربية للحكم الذاتي، وتوجت بتوقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين ارتقى من خلالها البرلمان المغربي إلى صفة عضو ملاحظ دائم يحظى بمرتبة شريك متقدم لدى هذه المنظمة.

واعتبر رئيس مجلس المستشارين أن هذه الدينامية المتميزة من شأنها تعزيز العمل المثمر المبني في إطار تعاون جنوب-جنوب كاختيار استراتيجي للملكة المغربية يرعاه ويقوده جلالة الملك محمد السادس، وعلى برامج ملموسة من أجل تدارك الفرص الضائعة، والانتقال إلى تعزيز التعاون الثنائي والعمل المشترك في إطار الحوار السياسي والتعاون البرلماني، من أجل توحيد الجهود وتنسيق المواقف، خاصة في إطار المنظمات الدولية لما فيه صالح شعوب المنطقتين.

وجدد بن شماش، خلال هذا اللقاء، التنويه بالموقف النبيل للبرلمان الأنديني بشأن “دعمه الكامل” لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية كحل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، باعتبارها مبادرة تحظى بالجدية والمصداقية لدى المجتمع الدولي.

كما ذكر أيضا بمبادرة إحداث المنتدى البرلماني الإفريقي-الأمريكو لاتيني وما قطعته من أشواط وما عرفته من تأييد واسع لدى أبرز المنظمات الجهوية والقارية بإفريقيا وأمريكا اللاتينية، من أجل إرساء فضاء للحوار البرلماني جنوب-جنوب وآلية لإسماع صوت شعوب المنطقتين.

واستعرض رئيس مجلس المستشارين مسار البناء والتوطيد الديمقراطي، وخصوصا تفرد تجربة الإنصاف والمصالحة التي رسخت مسار تعزيز منظومة حقوق الإنسان بالمغرب، والمجهود التنموي والاجتماعي الذي يجعل من المغرب بلدا جديرا بالثقة لدى بلدان مجموعة الأنديز وأمريكا اللاتينية على العموم.