تاوريرت بريس :

الجالية المغربية بالخارج

 

 

لا تخفي جمعية تاوريرت للجالية المغربية المقيمة بالخارج استيائها العميق مما يلاقيه أفراد جاليتنا من تعسفات ويعانونه  من تصرفات المتاجرين بمعاناتهم داخل وخارج وطنهم، فيما كان هؤلاء يصادفونه من أعمال ابتزاز على الضفة الأخرى، فهاهم بذلك وعلى غرارها يعاملون على هذه الضفة بأبشع أشكال الابتزاز من طرف بعض عديمي الضمير الإنساني وفاقدي الحس الوطني ،باسم الاسترزاق في وطنهم

         حينما يعمد هؤلاء بتواطؤ مع بعض العاملين بوكالات النقل البحري الى حجز تذاكر الإبحار منها ،من اجل إعادة بيعها بأثمان مفروضة على أفراد جاليتنا الراغبين في المغادرة ليجبرونهم على دفع الثمن المطلوب دونما حسيب ولا رقيب وكأن هذه الموانئ وما عليها من المرافق متواجدة في جزيرة محصورة ،يسري عليها حكم الغاب .ولا تخضع للسيادة المغربية قد تأتي هذه المعاملات ضمن سلسلة المعانات التي تجاوزت حدود الصبر، ولامست عمق جراح أفراد جاليتنا الذين أصبحوا يعبرون بشكل انفعالي ،وبلسان فصيح عن هذه الممارسات والأساليب التي لا تليق بمقام المسئولين ،والمولدة لدى أفراد جاليتنا نوعا من الكراهية لوطنهم، والتذمر تجاه أداء حكومة بلدهم .ويحفزهم على ايلاء الأدبار، ويشجعهم على قطع الصلة والروابط  بالعوائل والأسر 

    إلى أن أصبح رد فعل بعضهم حازما ،ومؤثرا إلى حد بعيد يلقى تجاوبا مع وسطهم الاجتماعي والثقافي وحتى السياسي ،نتيجة عدم لامبالاة  هؤلاء المسئولين بواجبهم الحقيقي تجاه هذه الشريحة، لترجمة التعليمات السامية لصاحب الجلالة الذي يولي عناية خاصة لما لا مجال للشك فيه  بدورها الايجابي ووزنها الوطني على كل المستويات الاقتصادية والثقافية والسياسية .وباعتبارها أدوارا يراهن عليها المغرب في كل المجالات المستقبلية ،كبديل ذهبي للعملة الصعبة التي باتت في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة تشكل حدا لدور الجيل الا ول بامتدادها إلى الثاني

     للعلم والى حدود الساعة، لم يستطع أي مسئول او أية مؤسسة من المؤسسات الخليقة، استيعاب ادوار الجالية على المستوى الداخلي أو الخارجي ،لتحضى برضاها وموافقتها على ادئها ،لا من حيث الوزارة المكلفة بشئونها ،ولا من حيث مجلسها الاستشاري المعين خصيصا من اجل التعمق والتوغل لاستبطان همومها،  والاطلاع على مخبئاتها .ولا من حيث مؤسسة الحسن الثاني التي يقتصر دورها على رد الصادر   

         لتبقى مشاكل أفراد الجالية وهمومهم  هم وحدهم أدرى بها من غيرهم ،من الإداريين والوزراء المتجولين ،والسفراء المعتمدين ،وليس بين هؤلاء مجتمعين ،من وقف على رؤوس إخوانهم المغتربين، في المعامل والمصانع، والضيع والمزارع وتفقد أماكن سكنهم وأحوال مضاجعهم ، واطلع على ما ينضج في قدور طعامهم وشرابهم. وليس بينهم من رافقهم في طريقهم ووقف على رصيف الضفتين ليرى بأم عينيه معانات المهاجرين ،مع رجال الجمارك والأمن والدرك وصولا الى الإدارة بصفة عامة ،باعتبارها نقطة عبور على الصراط الى الجحيم

    هموم أفراد الجالية الم وأوجاع ،يتقلبون من جرائها على صفيح ساخن ، قد لا يحس بناره سواهم .بعد ان أعياهم التوجع وأنهكهم  الألم ، وليس ثم من طبيب أو معالج .وأتعبهم التشكي وليس ثم من منصت او مستمع ،سوى الله وحده العالم بأحوالهم والمطلع على معاناتهم ،وهو القادر على الأخذ بأيديهم .نسأله أن يكون في عونهم      

   

 عن /  جمعية تاوريرت للجالية المغربية

            المقيمة بالخارج