تاورير بريس :

  ينظم مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع معهـد غوتـه الألماني والمجلـس الأوروبي للعلمـاء المغاربـة، لقاء بفرانكفورت الثلاثاء المقبل، لتقديم حصيلة مشروع التكوين والتأهيل اللغوي والثقافي للأئمة المغاربة في ولاية هيسن الألمانية (2015 -2017).
وكان المجلسان قد وقعا مـع معهد غوته الألماني يـوم 15 ينايـر 2016 بالعاصمـة البلجيكيـة بروكسـل، اتفاقيـة تعاون لتكويـن أئمة فـي ولايـة هيسـن الألمانية (غرب) فـي مجالـي اللغة والثقافة الألمانيتين.
وشمل مشـروع التأهيـل الثقافـي 40 إماما تلقوا تكويـنا مسـتمرا وشاركوا في ورشات عالجـت مواضيـع تهم التواصل الثقافي؛ والشباب المسلم في ألمانيا؛ والعمل الوقائي والعمل الجماعي؛ والسياسة ودولة القانون؛ وسياسات الاندماج والحوار الاسلامي.
و نقل بيان لمجلس الجالية المغربية بالخارج ، عن السيد عبد الله بوصوف الأمين العام للمجلس، قوله إن هذا المشروع، يأتي في سياق أصبح فيه الإسلام “مكونــا رئيسا مــن مكونات الحياة الدينية والثقافية والاجتماعية بألمانيا”.
وأشار السيد بوصوف الى أن “المسـلمين في ألمانيا هـم فــي المقام الأول مواطنون ألمان”، وبالتالي “فــإن مبــدأ المواطنــة يفــرض عليهــم الإسهام الفعــال فــي تنميــة وازدهــار واسـتقرار بلدهـم علـى كافـة المسـتويات، وتفـادي كل مـا مـن شـأنه أن يعيـق التفاعـل الإيجابي مـع المكونـات الثقافيـة الأخرى للمجتمـع الألماني”،
وأكد أن “مــن بين أهم الخلاصات التي توصل بها المجلــس أثنــاء اشتغاله علــى قضيـة الاسلام فـي أوروبا ضرورة أن يكون عمــل الأئمة مبنيـا علــى وعــي ومعرفـة بلغة وثقافة المجتمع الذي يمارسون داخلــه مهام الإمامة والإرشاد والتوجيه.
وأضاف البيان أن السيدين سيباستيان جوهنا، مسؤول عن المشروع وعبد الصمد اليزيدي؛ منسق المشروع أبرزا أنه يمكن الحديث اليوم عن “النجاحــات التــي حققهــا المشروع، وذلــك بفضل المفهوم الــذي أثبت أنـه مثال أفضـل وناجح فـي الممارسات المتعلقـة بالتدريـب الناجـح، وبفضـل التـزام المشـاركين وجميـع أولئـك الذين رافقـوا المشروع بوصفهم خبراء ومحاضرين”.
وأوضح خالد حاجي؛ الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة ، حسب البيان، أن هذه التجربة لاقت “استحسـانا كبيـرا مـن طـرف الأئمة المكونيـن” وأنه “لـم يعد للأطراف التـي سـاهمت فـي إنجاحهـا مـن خيـار سـوى التشـبث بمواصلـة العمل والتعـاون، طلبـا للارتقاء بتكويـن الإمام إلـى مرتبـة أعلـى، وحرصـا علـى إشـراك أكبـر عـدد ممكــن مــن الراغبيـن فــي هــذا التكوين”؛ مؤكدا أن “لهــذه التجربــة مــن المقومــات مــا يجعلها قابلة أن تعمم علـى بلدان أوروبية أخرى”.
يشار الى أن اتفاقية تكوين الائمة تدخل فــي إطار تنفيذ توصيات اللقاء الدولي الأول الذي نظمــه مجلــس الجالية المغربية بالخارج المغربية بمراكش يومي 30 و31 مــاي 2015 حول موضوع “الإمام وتحديــات الســياق الأوروبي”، والــذي ينــدرج ضمن سلسلة مــن اللقاءات حول مسألة “الاسلام فــي أوروبــا وتحديات العيــش المشترك”.
وترمي هــذه المبادرة، حسب المصدر ذاته، إلــى رفع جاهزية الإمام المغربي فــي المجتمع الألماني حتــى يســتطيع تأديــة مهامــه علــى أكمــل وجــه، كما ان تمكنه مــن لغــة بلــد الإقامة سيسمح له بالانخراط فــي حــوار الأديان والتعــاون مــع معتنقــي الديانــات الأخرى مــن أجــل إرســاء أســس العيــش المشــترك؛ إضافــة إلــى إقامــة أنشــطة تعنــى بالثقافــة المغربيــة فــي المراكــز الثقافيــة لمؤسسـة غوتـه.
وعلــى صعيـد آخــر، سـتمكن إجــادة اللغــة الألمانية الأئمة المغاربــة مــن إيصــال خطابــهم الــى جيــل الشــباب المنحــدر مــن الهجـرة المغربيـة والـذي لا يتقـن في معظمـه اللغـة العربيـة، وبالتالي الإسهام فـي التأطيـر الدينـي الأصيل وتحصينهـم مـن الوقـوع فـي براثـن التطـرف والارهاب؛ كمـا سـتمكن الإمام مـن الحضـور الإيجابي والفعال داخـل مختلـف المؤسسـات العموميـة والعمـل علـى المرافقـة الروحيـة داخلهـا، خاصـة فـي السـجون والمـدارس.