تاوريرت بريس :

الكل يتابع ما يجري من أحداث تعرفها عدّة دول وأبرزها الاحتجاجات و المظاهرات بجميع أشكالها وأهدافها وأمر طبيعي أن تختلف درجة الاهتمام و المتابعة من شخص لآخر حسب مستوى وعيه ونوع توجهه السياسي أو الاديولوجي أو الديني أو غيرها

 من المحددات ولعل الجميع لاحظ مؤخرا وجود أطفال في هذه النشاطات الغير آمنة ، سؤالي هو عن شرعية إقحام الأطفال و إشراكهم عنوةً في هذه النشاطات .
هذا الطفل الذي يبلغ سنّ دون الخامسة عشرة وهو لا يفقه شيئاً من أمور الحياة و بالتالي قرار تواجده في تلك الأشكال الاحتجاجية يكون مرتبطا بإرادة والديه أو أحدهما.
– فهل يمكن اعتبار ذلك استغلال لبراءة الطفولة للتأثير على الرأي العام و على الصورة الإعلامية للحدث؟
ومرد هده الأشكال الجديدة في الاحتجاج لدى معظم المتتبعين والمحللين هو الرغبة في تأجيج مشاعر المتلقي وتوجيهه اعتمادا على براءة الأطفال والتغطيات الإعلامية التي تعزف على وتر مواد اتفاقية حقوق الطفل: الحق في حرية الرأي والتعبير . وفي المقابل يتم التغاضي عن المخاطر البالغة و التي تصيب الأطفال كحالات الإغماء جرَّاء القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين والتي تتسبب في بعض الأحيان في حالات خطيرة . هدا بالإضافة إلى مشاهد العنف التي غالبا ما تنعكس سلبا على تصرفات الأطفال وسلوكياتهم وصحتهم النفسية وبالأخص عندما يشاهدون صدامات واشتباكات عنيفة بين أبناء الوطن الواحد وكأنهم في ساحات للقتال والمعارك . الأمر الذي رفضته ونددت به العديد من الهيئات و المنظمات و اعتبرته عملا انتهازيا لا يحترم حتى براءة أطفال و يجز بهم في أتون مظاهرات صاخبة ،لا يمكن لأحد تصور ما يمكن أن تسفر عنه من عواقب.
و اعتبرته ايضا جريمة في حق الطفولة، مؤكدة على ضرورة وأهمية تجنيب الأطفال هذه الأحداث
والمشاهد، حرصا على سلامتهم وصحتهم ومستقبلهم .