تاوريرت بريس :

المغرب

 

يحتل المغرب مكانة مشرفة بين البلدان العربية من حيث توفر الأمن و الاستقرار بفضل اليقضة الأمنية الدائمة والتي تساهم فيها أجهزة الأمن و المواطن ، انطلاقا من تشبعهم بقيم المواطنة فلا يحمي البلاد إلا أبناؤها ولا يكيد لها إلا أعداؤها ، ونظرا لإيمان الشعب إدارة ومواطنا بقيم الإسلام و أخلاقه امتثالا لقوله تعالى ” {يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}( البقرة). وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ “.
فنظرا لأهمية الأمن الاجتماعي التي تجاوزت الحق الإنساني لتجعله فريضة إلهية، وواجباً شرعياً، وضرورة من ضرورات استقامة العمران الإنساني، و إقامة مقومات الأمن الاجتماعي فقد تكون لدى المواطن المغربي وعي جمعي جعله يعلم جيدا دوره كمواطن في تحقيق الأمن الذي يعتبر عصب حياة الأمم كما هو عصب حياة الأفراد و عنصر أساسي يحتاجه المجتمع بجميع أطيافه وتحقيقه يتطلب تفعيل التعاون وتضافر الجهود بينهما من منطلق الشعور بالمسؤولية والتطلع إلى البناء حتى ترسوا السفينة ويعم الرخاء.
و إن من الأمور المسلم بها أن استقلال البلدان سياسياً واجتماعيا و اقتصاديا هو رهن قبل كل شيء بالحفاظ على مجتمعها , ومؤسساتها وذلك عبر نشر مفهوم الوعي بين أفراد المجتمع ، من خلال مؤسسات الدولة المتمثلة في أجهزة الأمن ، والأسرة، والمؤسسات التعليمية، و المساجد ووسائل الإعلام المختلفة.
فكلّما غاب العلم والتعاون و توقفت حركة التوعية تفشى الهوى والجهل وكثرت الشبهات، و ظهرت الفتن والهرج و أصبحت ارض الوطن مرتعا لبعض مرضى النفوس الحاملين لأفكار رجعية مخالفة تماما لثوابتنا الدينية والوطنية وأصبح المواطن البسيط لقمة سائغة في أيدي الكائدين ، المتربصين به من كل الجوانب الذين يتحينون الفرص لهدم استقراره دون مراعاة للمقاصد الإسلامية و لا لقيم المواطنة ، و يجهلون أن كلَّ عملٍ تخريبي يستهدف الآمن العام مخالف لأحكام الشريعة والقانون .
لذلك وجب على المواطن في وقتنا الحالي تجنب السير وراء أي خطوات غير محسوبة قد تؤدي به إلى أخطاء تجعل منه مساهما في هدم هذا الاستقرار والأمن المجتمعي . فكما قال ابن خلدن ” الحياة التي لا يأمن فيها المرء على نفسه أو أهله أو ماله أو عرضه أو دينه حياة لا خير فيها ولا سعادة مرجوة منها ”
من هنا تجب على كل مواطن غيور المحافظة على الوطن وما فيه ويجب العمل لتقويته وصلاحه ليكون شوكة في حلق أعدائه وليكون عوناً للمستضعفين فيه من خلال خيراته ومنارة للسائرين من خلال نوره وآمناً للسالكين من خلال قوته ومنعته.
نسأل المولى جل وعلا أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وبلاء، وأن يديم علينا الأمن والاستقرار ، وأن يرد عنا شر الحاسدين ، وكيد الكائدين ، وأن يهدي ضالنا ، ويثبت مهتدينا ، إنه جواد كريم . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين