الخضير قدوري :

مكتب الماء الصالح للشرب

 

اذا كان جل الإدارات في مدينة تاوريرت قد ارتقت الى مستوى مندوبيات بارتقاء المدينة الى مستوى عمالة ومجملها قد أعيد بناؤها وزينت واجهاتها وفق الشروط المعمارية للإدارة العصرية مما يتوافق مع جمالية المدينة باستثناء مكتب الماء الصالح للشرب الذي ضل محافظا على نمطه التقليدي منذ نشأة المدينة كمركز حضاري الى ان صارت عاصمة اقليم رغم توسع الشبكة وامتدادها لتشمل المدن والقرى التابعة لنفوذ العمالة مازال مكتب الماء الصالح للشرب يتربع على بقعة أرضية وسط المدينة تحتوي على مئات الأمتار المربعة في جزء منها تنحصر مكاتب ضيقة لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة تظهر في شكلها كأنها مؤقتة الى اجل غير مسمى ويشتغل بداخلها موظفون في ظروف صعبة
ولولا مسلك التدبير المفوض الذي خول لبعض القطاعات الخاصة انجاز أعمال التحصيل والصيانة والصرف الصحي وغيره لكانت المعانات على أشدها لهذا ومن اجله تبقى الإدارة والتسيير دائما في حاجة ماسة الى مرافق وبأيد موارد بشرية مؤهلة وقادرة على إدارة الطوارئ ومواجهة المشاكل بالحلول السريعة والآنية حرصا على توفير هذه المادة الحيوية والضرورية لكل كائن حي وضمان جودتها حفظا على سلامة صحة المستهلكين
وحتى يتسنى ذلك من الواجب المفروض توفير ظروف العمل الملائمة والإمكانات اللازمة لهاته الموارد حتى يمكن للمواطن ان يوجه لهم أصابع الاتهام عن اي تقصير او يقدم تحية إجلال واحترام على مجهود طاقم دون امكانيات