تاوريرت بريس :

عبد اللطيف لوديي

 

أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، السيد عبد اللطيف لوديي، اليوم الأربعاء بالصخيرات، أنه يتحتم على أجهزة الدفاع اعتماد سياسات استباقية لمواجهة المخاطر والتهديدات الجديدة الناتجة عن تغير المناخ.
وأوضح السيد لوديي في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال المناظرة الدولية الثانية حول “التغيرات المناخية وسياسات الدفاع الوطني” أنه “لكي تتمكن الحكومات من الوفاء بالتزاماتها الدولية، خصوصا تلك المتعلقة بتخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، يجب على أجهزة الدفاع الوطني الإسهام في السياسات العامة للتنمية المستدامة خاصة أنها تعد من أهم مستهلكي الموارد الطاقية”.
ولهذه الغاية، يضيف الوزير، “أصبح من اللازم أن تندرج جهود إدارات الدفاع الوطني في إطار الانتقال التدريجي نحو (دفاع أخضر)، وذلك بتشجيع استعمال الطاقات المتجددة وتحسين النجاعة الطاقية وتكييف المعدات والمنشآت العسكرية بشكل عام مع التوجهات المتعلقة باحترام البيئة والحد من الأثر السلبي لتغير المناخ”. وذكر السيد لوديي بأن التغيرات المناخية المتعددة وتأثيرها السلبي على الأمن الغذائي “سيشكلان أهم الاسباب التي ستؤدي إلى انتشار بؤر توتر وخلق أزمات اقتصادية واجتماعية من شأنها أن تهدد امن الدول واستقرارها”.
وأكد أن توالي الظروف المناخية القاسية والكوارث الطبيعية الحادة شكلت في السنوات الأخيرة أحد أهم أسباب هجرة ونزوح السكان، لافتا إلى أن التوقعات تشير إلى أن عدد “المهاجرين المناخيين” سيشهد ارتفاعا مهولا في السنوات القادمة.
وأبرز في هذا الصدد الدور المتزايد للقوات العمومية في عمليات الإغاثة والمساعدة وقدرة تفاعلها السريع عند حدوث كوارث طبيعية، داعيا إلى تقوية كفاءتها ووسائل عملها.
والجدير بالذكر أن هذه المناظرة الدولية تنظمها إدارة الدفاع الوطني تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. وتشكل المناظرة مناسبة لتعميق النقاش حول الإشكاليات المرتبطة بالتحديات التي تواجه إدارات الدفاع على خلفية التغيرات المناخية.
ويكمن الهدف العام لهذا المؤتمر في إثراء النقاش وتبادل وجهات النظر حول الاليات الكفيلة بملاءمة طرق ووسائل عمل إدارات الدفاع مع التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية.
وتوزعت أشغال هذه المناظرة على أربعة أوراش تمحورت حول مواضيع “تنفيذ اتفاق باريس .. أية مساهمة لإدارات الدفاع” و “تغير المناخ وإدارة الأزمات، الدور الجديد للقوات المسلحة”، و”التغيرات المناخية والمجال البحري، أي تأثيرات على مهام القوات البحرية”، و “تكنولوجيا الفضاء كأداة لمكافحة التغيرات المناخية”.