تاوريرت بريس :

DSC_0042

 

نظم مجلس جهة الشرق صباح يوم السبت 3 شتنبر 2016 لقاء وصفه رئيس الجهة السيد عبد النبي بعيوي بالهام، لتوقيع مجموعة من الاتفاقيات بين مجلس جهة الشرق، ووزير الفلاحة والصيد البحري، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ومدير المكتب الوطني للسياحة، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ورئيس الجامعة الدولية للرباط، وأوضح السيد الرئيس في كلمته الترحيبية أن هذا اللقاء ” يندرج في اطار مساعي مجلس جهة الشرق لتحقيق الأهداف المرجوة من برامجه ومخططاته المبنية على رؤية استراتيجية تشمل مختلف القطاعات، وتعتمد مقاربة تشاركية مرتكزة على التواصل ونهج سياسة القرب وخلق أجواء مشتركة ، قصد إقرار وترسيخ مبادئ ومقومات الحكامة الجيدة في معالجة كل القضايا التي تهم تنمية جهة الشرق، تماشيا مع المستجدات التي جاء بها دستور 2011 ، وتفعيلا لمفهوم الجهوية المتقدمة.” كما أكد أن اللقاء ” يعد محطة مهمة لرسم ملامح خارطة طريق جماعية تشكل مدخلا رئيسيا لمعالجة عوائق التنمية بالجهة، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يميز هذه الجهة من خصائص في شتى المجالات والميادين”. وجاءت كلمة السيد الرئيس مفعمة بالصراحة الواضحة التي قيمت الوضع التنموي بالجهة حيث قال ” الانتظارات كبيرة والتحدييات جسيمة، وان مجلس الجهة لواع كل الوعي بخصوصية المرحلة التأسيسية التي يرسم معالمها، في ظل مستجدات الجهوية المتقدمة التي تمثل بدورها ورشا كبيرا يقتضي منا مضاعفة الجهود ومسابقة الزمن لفتح آفاق واعدة في مختلف الميادين لربح رهان التنمية. “وبخصوص مجالات الاتفاقيات الموقعة قسمها السيد الرئيس إلى خمس مجالات أساسية، المجال ألأول يتعلق بتفعيل وتنشيط الاستثمار وخلق فرص الشغل بجهة الشرق، عبر محموعة من التدابير التي حددها السيد عبد النبي بعيوي فيما يلي ”
– إنشاء ستة أقطاب صناعية على مدى خمس سنوات،
– خلق ما يناهز 125 مقاولة مابين كبيرة ومتوسطة وصغيرة ،
– تشجيع إحداث 250 مقاولة صغرى جدا،
– تحويل القطاع غير المهيكل الى قطاع مهيكل في افق خلق 3500 مقاول ذاتي في غضون الخمس سنوات،
– إنعاش قطاع الخدمات وذلك بخلق 20 مقاولة خلال خمس سنوات،
– إحداث منظومة بيئية في مجال الصناعة الفلاحية عبر توطين 8 مشاريع خلال خمس سنوات،
– إحداث مناطق جديدة للتنشيط الاقتصادي، اضافة الى منطقة حرة للصناعة الفلاحية . ” وهي الاتفاقية الموقعة مع وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي.
أما المجال الثاني فهو مرتبط بقطاع السياحة وتروم اتفاقية هذا القطاع الموقعة مع مدير المكتب الوطني للسياحة حسب كلمة السيد الرئيس “إلى تثمين المؤهلات السياحية الهادفة الى تعزيز موقع الجهة داخل منظومة العرض السياحي على المستوى الوطني والمتوسطي وتقليص الموسمية التي تطبع النشاط السياحي بالجهة، الشيء الذي يدفعنا إلى اعتماد خطة ترتكز على تحسين البيئة السياحية وتوفير الموارد البشرية اللازمة لدعم هذا القطاع، بالإضافة الى تبني إستراتيجية مشتركة في مجال التسويق والتواصل، وكذا العمل على إطلاق علامة تجارية خاصة بالمنتوج السياحي لجهة الشرق”
وفيما يرتبط بالمجال الثالث المخصص للتعليم العالي، فقال عنه السيد الرئيس “فنظرا للأهمية البالغة والأدوار الطلائعية التي يلعبها هذا القطاع والتي تجعل منه مصدرا لإنتاج الأفكار والاقتراحات الكفيلة بالمساهمة في بناء مستقبل الجهة، كما أن فلسفة التعليم العالي بشكل عام تقوم على تنمية المعارف والمهارات، وتشجيع روح البحث العلمي، وذلك بهدف تزويد المجتمع بالأطر والكفاءات المتخصصة القادرة على المشاركة الفعالة في بناء مجتمع مؤسساتي متطور في مختلف المجالات، فإن الاتفاقية التي نحن بصددها في هذا المجال تعكس جليا الاهتمام البالغ الذي يوليه مجلس جهة الشرق لمجال التعليم العالي، بحيث سنساهم بشكل فعال في تعزيز البنية التحتية بهذا القطاع عبر انشاء قطب جامعي للتربية والتكوين والبحث العلمي بمدينة وجدة” وتم اتفاقية هذا المجال مع رئيس الجامعة الدولية بالرباط.
وعن المجال الرابع التي تقارب اتفاقيته القضايا الفلاحية، والموقعة مع وزير الفلاحة والصيدالبحري، فأوضح بخصوصه السيد الرئيس أنه ” قد تم رصد غلاف مالي قدره 195 مليون درهم الشيء، الذي ستستفيد منه التعاونيات الفلاحية المهتمة بإنتاج التمور، والاعشاب والزيوت العطرية والطبية، الزيتون وزيت الزيتون، العسل، واللوز وغيرها من المنتوجات الفلاحية التي تتميز بها جهة الشرق. وفي نفس الاطار سيتم تخصيص وعاء عقاري مساحته 5 هكتارات ، 3 هكتارات منها مبنية تشمل المرافق الادارية وغرف التبريد ووحدات معالجة وتثمين وتلفيف المنتوجات الفلاحية. “
اما فيما يرتبط بالمجال الخامس والأخير والهادف إلى إعطاء دفعة حقيقية لقطاع الرياضة، فأشار السيد الرئيس إلى أن “تفعيل التوجهات العامة لمجلس جهة الشرق للمساهمة في النهوض بقطاع الرياضة، فقد حرصنا على تعزيز البنية التحتية لهذا المجال، وذلك عن طريق رصد اغلفة مالية مهمة وبرمجمة مشاريع كبرى، من بينها احداث مركز جامعي للتكوين في كرة القدم والذي يتكون من اقطاب عدة تهم الجانب الاداري والتعليم والاقامة واماكن للمعدات التقنية وملاعب لكرة القدم ومستودعات للملابس. وتجدر الاشارة ان الكلفة الاجمالية لهذا المشروع تقدر بحوالي 80 مليون درهم” وتم توقيع اتفاقية هذا المجال مع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم.
بعد كلمة السيد الرئيس في هذا اللقاء الذي احتضنه مركب المعرفة بالقطب الصناعي، تناول الكلمة السيد والي جهة الشرق، الذي قارب الجهود المبذولة لدعم اقتصاد جهة الشرق والرفع من تنميتها، معرجا على القيمة المضافة للقطب التكنلوجي لوجدة والقطب الفلاحي لبركان والمنطقة الصناعية بسلوان، واستدرك السيد محمد امهيدية أنه بالرغم من النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها في مجال تنمية الجهة والرفع من قدراتها الاستقطابية والتنافسية، ” فإن هذه المجهودات ما زالت لم تحقق أهدافها كاملة، وما زالت الجهة تعاني من العديد من الإكراهات؛ من بينها ارتفاع نسبة البطالة مقارنة مع المعدل الوطني (18 في المائة بالجهة مقابل 10 في المائة وطنيا)، وارتفاع نسبة الفقر (10,1 في المائة مقابل 9,5 في المائة، على الصعيد الوطني)، وكذا ضعف تثمين البنيات المخصصة للاستثمارات الصناعية، وهيمنة القطاع غير المهيكل، وعدم وجود عوامل محفزة لتشجيع الاستثمار، بالإضافة إلى ارتباط سكان الجهة عامة وسكان الشريط الحدودي على وجه الخصوص، إلى عهد قريب، بأنشطة التهريب. “
ولم يفت المتدخلين من المسؤولين المركزيين الموقعين على اتفاقيات الشراكة مع مجلس جهة الشرق، أثناء تعاقبهم على منصة الخطابة للتأكيد على دعمهم ومساندتهم لبرامج التنمية الخاصة بالجهة لكونها منطقة حدودية وإستراتيجية مهمة، تزخر بالمؤهلات الطبيعية والبشرية التي قد تجعل منها قطبا اقتصاديا ذا شأن.