بقلم : الخضير قدوري 

حزب الاستقال وحزب الاتحاد الدستوري

 

 

      بغض النظر عن الوسائل والآليات المعروفة والغير المعروفة ،المستعملة من اجل حشد كم من البشر إلى جانب أي حزب ليصبح الأمر واقعا يفرض أخذه بعين الاعتبار بمفهومه السياسي. وبصرف النظر عن الغموض الذي قد يكتنف المشهد من منظوره الحزبي  في بلدنا الذي طالما تناولته الأقلام ووسائل الإعلام من حيث مظهره الشمولي العام كمعيار لثقل هذا الحزب أو ذاك على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الوطني

   فإذا كان حزب الميزان مثلا قد استطاع على مستوى إقليم تاوريرت نيل قسطه وبلوغ مكانته المرموقة في حجزه  مقعدا له تحت قبة البرلمان رغم أن الحظ  لم يحالفه او قد خذله الزمن في اقتحام عرض مائدة مجلس بلدية تاوريرت التي تهيمن عليها أغلبية فسيفسائية استطاعت أن تدفع به إلى طرف الطاولة وتحاصره في زاوية ضيقة  ليشكل معارضة ضعيفة قلما يؤخذ رأيها بعين الاعتبار

    وما دامت الانتخابات الجماعية على الأبواب ولم يعد يفصلنا عنها سوى بضع أشهر قليلة وأمام ما نلاحظه من تحالف منتخبي الأحزاب المشكلة للأغلبية  في المجلس البلدي رغما عن توجهاتها المختلفة يبدو مؤشر تحولها الاختياري والتلقائي للانضمام إلى صف حزب الحصان واردا في أي وقت وحين ، وهذا ليس بدعة جديدة يبتدعها بعض السياسيين الجدد أو حديثي العهد بالسياسة إنما اقل ما يمكن قوله هي ظاهرة لا تخفي الميول العاطفي لهؤلاء السياسيين ولا تغطي الواقع السياسي المتذبذب في هذه المدينة ما بين قوتي المال والجاه المتحكمتين في مشهده البئيس وبين الأخريين المعارضتين  المتمثلتين  في السند القبلي من جهة الذي يتراجع يوما بعد يوم وينصهر بشكل ملحوظ  في مجتمع مصلحي . وأما الفاعل الثقافي من جهة أخرى فانه  ينسحب دائما من السجال المبتذل لعدم تغلغله في هذا المجتمع الذي تغلب عليه المادة وتطغى فيه المصلحة الشخصية الشيء الذي يدفع هذا الأخير  للعزوف وعدم الخوض في هذا المعترك الخاسر باعتباره عملة قلما كان لها الوزن الوازن في أسواق العملات المتداولة  على المسرح السياسي في  المدينة بصفة خاصة والإقليم بصفة عامة

    ليبقى السؤال الافتراضي مطروحا بحدة، فيما إذا كان حزب الميزان يعتمد  فقط على تجربته الحزبية  وحنكته السياسية  ليصمد بشدة  أمام هذا المنافس الشرس ويستطيع  حماية ” صنجته ” من حذوة  الحصان فيثبت في حلبة السباق إلى أن يتمكن من الوصول إلى  مكانته اللائقة في مجلس بلدية تاوريرت .أم سيجد ذلك من المستبعد في مواجهة تكتل هذه القوى حول حزب الحصان . رغم أن السياسة لا أخلاق لها ولا عهد ولا ميثاق، وأحيانا قد لا يكون من العيب في قاموسها الكذب والنفاق والغدر والخيانة وليس من شيمها الإخلاص والوفاء كل ذلك ربما قد يخلق المعجزة 

   ثم بعد ذلك هل يستطيع حزب الاستقلال تعديل ميزانه فيلجا إلى إذكاء النزعة القبلية وبعث النعرة الثقافية من جديد لعل استقطابهما يمنحه نوعا من المساندة قد تكفله إلى حد ما ضمان الفوز في هذا الرهان إذا لم يكن ثم من بديل . وهل بقي لديه من الوقت ما يكفي لحشد  كم الأولى  ولم شمل الثانية من اجل كبح جماح   الحصان الذي يبدو قائما على قوامه شامخا برأسه مزهوا بعرفه كأنه واثق بفوزه .أم ترى قد يحدث هذا المنافس المفاجأة .؟ على أي  يبدو أن حرب البلاغات قد انطلقت  و التباري من اجل الحشد والاستقطاب قد بدا في حين يبقى  الحسم في الفوز للأيام القادمة وعند الامتحان  سيعز المرء أو يهان  .