بقلم : الخضير قدوري 

الخضير قدوري

 

إن تعطى للأقلام النزيهة حريتها ستنقل للعقول النيرة ما يدور في الكواليس المظلمة وراء الاردئة الداكنة في هدا المجتمع، و للصحافة الجادة حريتها ستسلط أضواءها الكاشفة على البؤر الظليلة في هدا البلد، ولو يسمح لهده الآليات بالقيام بواجبها ولعب دورها في تنوير الرأي وتاطير المجتمع لانكشف الستر عن كل فاسد ،وارتفعت الحجب عن كل مفسد ،ولذاب الثلج وبان المرج ،واستقام الرأي والشورى .
ادا قلت أنا فلست أنانيا ،وادا كتبت لم يكن قلمي مأجورا . وإنما أنا كانت وكهو وهي ثم كنحن جميعا نشكل قطعة فخار صنعت لغايات في الوجود ولدور لها في الحياة ، أصلها من طينة مخلقة تتكون عناصرها من محتويات هده الأرض الطيبة ، فان تكسرت هده القطعة بحكم التفريط انتهى أمرها الى الفناء والى عدم الصلاحية ،و سوف لن تعود أبدا الى سالف مكوناتها الأصلية . وإنما نحن شعب من كل المعادن يعرضها فرط الاحتكاك الى سرعة الاشتعال في أية لحظة ،فهل سألوا الحكومة ان كانت تتوفر على وسائل إطفاء الحرائق؟ شعب يحمل في صدره عبوة ناسفة قابلة للانفجار في كل وقت وحين ،فهل سألوا الحكومة أيضا أيان وقت انفجارها ؟ وحقينة متنامية فهل سألوها عن اثر انجرافها ؟ ام كانت لا تعلم أننا شعب قد ينفد صبره ذات يوم فينفجر إن لم تراع مقياس الصبر لدى شعبها ، وتجس النبض لقياس ضغط الدم في عروقه ،حتى لا يتأثر يفعل الانفجار دماغه فيفقد السيطرة على الجسد كله ،إني أرى الوقاية أفضل يا من يعالجون الأمور بالمخدرات الوقتية والمهدئات الظرفية ،ومن حيث لا يعلمون أنهم يبثون السموم في المجتمعات ويزرعون بدورا لا تنبت غير الأشواك في هدا الوطن ، قد تحصده الأجيال المقبلة وتقبض عليها بأصابع دامية فحداري من مناجل الحصاد الحادة التي قد تقطع الأخضر واليابس والضار والنافع ولا تبقي ولا تدر، فحذار كل الحذر من يوم لم ينفع الحذر، ولا الشبهات تجدي لدرء الأحكام ولا الإرث الذي طالما تذرعت به الحكومات وألقت إليه بأسباب فشلها وتعلاتها ،في زمن قد تزر كل وازرة وزر أخرى ، وتحصد كل حكومة ما زرعته أخرى ،عندما تندلع الثورات بالطبع ويفقد الشعب الصبر، وما هده الزيادات المطردة في أسعارا لمواد الأساسية ، والاغتيالات المتتالية للصناديق الاجتماعية، والهجمات الشرسة على القدرة الشرائية ، وخنق أنفاس الشباب المعطلين وتخريب المنظومات التعليمية والصحية والحقوقية وغيرهن . إلا آيات من الآيات الداعية لكل الاحتمالات الممكنة ،طالما حرصت الحكومات السابقة على تفاديها ،وما تحسبه الحالية شطارة سياسية وشجاعة حزبية ،وإنما هي سم في دسم ومخدرات قد يظهر مفعولها وتبدو أعراضها مع الأيام والشهور المقبلة ، يومئذ ستدعو كل حكومة الويل والثبور وتلعن سابقتها ولم يجديها دلك نفعا او يدفع عنها شرا ،غضب شعبي آت لا محالة تمنيت لهده الحكومة كرة أخرى حتى تجني ثمار زرعها وتقطف قطوف غرسها ،هزات عنيفة تمنيت لو تكون درسا ومثالا لكل حكومة مغرورة ،تحتقر شعبا خفض لها جناح الذل احتراما وطمعا فتحسبه ضعيفا ودليلا، كما تحسب اعتلاء المناصب شرفا والمسئولية لعبة والشعب دمية ومراوغته دكاء واستحما ره شطارة .
ليس بلغة الساسة التواقين إلى العلو في الأرض والفساد، ولا بصوت من ينفخون الكذب في الأبواق، ويوزعون الوعود على المنابر، ومن يسكبون النفاق في أكواب الطامعين .وإنما بلغة شعبية مكتوبة بالواضح ،مستوحاة من ضمائر حية ، مترجمة لخلجات اجتماعية منبثقة عن وقائع ملموسة . فلا مكان بعد اليوم وغد لصوت يعلو فوق صوت الشعب ،ولا مكان للعمل بتشريع لا يخضع لإرادة الشعب ،ولا لقرارات انفرادية يتم نسجها خلف الأبواب المغلقة ، وهاهي الانتخابات على الأبواب والطبول بدأت تقرع في كل البلاد ،فهل يكون يومها يوم اختبار للديمقراطية ومقياسا للوعي لدى الإنسان المغربي أم سيكون مجرد احتفال من اجل تكريس الوضع القائم ، كيفما كان الحال يبقى عنصر المفاجأة واردا في كل لحظة إما أن يهنأ هدا الشعب او يهان، ومن يدري ادا زال تأثير المخدرات عمن استسلموا مند عشرات السنين للمباضع ،فيستفيقون قبل انتهاء العمليات أو أثناءها .حينئذ قد لا يعلم احد كيف سيتصرف كل جريح مع مسعفيه ،ولا كيف يتحكم كل جراح في أدواته ومباضعه