تاوريرت بريس :

ميشال روسي

 

أكد البروفيسور ميشيل روسي، أستاذ القانون الإداري والدستوري وخبير بالشؤون المغربية، أن المغرب هو ضحية صور نمطية يروجها بشأنه من يتأذون من تقدم البلد ولو ببطء.
وأشار البروفيسور روسي، في حوار نشرته أسبوعية “ماوك ايبدو” في عددها الأخير، أن “الوضعية الاجتماعية ليست مثالية، هذا أكيد، ولكن هناك أمور أنجزت، هناك إطلاق مشاريع سوسيو-اقتصادية، ومشاريع الإدماج الاجتماعي أيضا”.وقال “إن البلاد تتطور. هؤلاء الأشخاص هم أسارى معتقداتهم، ويرفضون التطور ورؤية الواقع المغربي بشكل مغاير إلا عبر قناعات مبدئية تشوبها أحكام مسبقة … إنه أمر مؤلم بالنسبة لهم، أن يتطور المغرب ولو ببطء”.وفي معرض رده على “وثائقي” بثته قناة فرنسية مؤخرا، أكد أنه “على الرغم من حملات التشهير التي يتعرض لها، يحافظ المغرب على صورة حسنة لدى الرأي العام الفرنسي. هناك أشخاص يزورون المغرب ويشهدون على جودة الحياة، كما يلمسون التطور الذي تشهده البلاد. هؤلاء الناس، الذين ليسوا بالضرورة مدعوينمن قبل الهيئات المغربية، يدركون أن الوضع يتعارض تماما مع ما تروجه بعض الأوساط وبعض وسائل الإعلام”.وأضاف أن هذه الأوساط، التي “تجهل تماما ما تمثله الملكية بالنسبة للشعب المغربي”، تضم أشخاصا يكنون العداء للمغرب ولنظامه، ويستمرون في تمرير صور نمطية بعيدة كل البعد عن أي تحليل علمي وصارم لحالة البلاد، وتطورها بل وحتى إخفاقاتها.وشدد على أن “هؤلاء الأشخاص الذين نصبوا أنفسهم معارضين في المنفى ليسوا متحمسين، حسب رأيي المتواضع ومتابعتي للحياة السياسية والاجتماعية بالمغرب منذ 50 سنة مضت، إلا لإيذاء المغرب من أجل أسباب مجهولة”.وأكد البروفيسور روسي أنه “على مستوى التشريعات، يمكن ملامسة التطور”، مذكرا بأنه شارك في صياغة إصلاح دستوري في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، وأن الإصلاحات الدستورية لسنة 2011 “أتت بمجموعة من التغييرات مقارنة بسابقيها”.وأوضح أنه “يتعين على القضاة أن ينهلوا من جوهر ممارسة الإصلاح، من أجل إرساء عدالة حقيقية، عادلة ومنصفة. ولكن هذا لا يعني أن العدالة المغربية متجاوزة مع ما يحدث من تغيرات”.واعتبر البروفيسور روسي أن ما يتعرض له المغرب من حيف بخصوص المناصفة المكرسة دستوريا، تحتاج إلى بعض الوقت لإرسائها، “بحكم أن الأمر يتعلق هنا بمشكل مجتمع لا يتطور بنفس وتيرة مشرعي النصوص القانونية. إنها مسألة عقلية يحتاج فيها التغيير لبعض الوقت. هذا الخلل ليس حكرا على المغرب فقط”.وعبر عن أسفه من أن “منتقدي المغرب لا يقدمون حججا على مزاعمهم، بل يكتفون بالاعتماد على صور نمطية وتنديدات، ويستخدمون الماضي من أجل النيل من حاضر المغرب، الذي لا يشبه الماضي كما يعتقدون. وهذا أمر مؤسف للغاية”.وحول ما يمكن القيام به للتصدي لهذه الوضعية، أكد البروفيسور روسي أن “المغرب يحافظ على برنامجه الإصلاحي على كافة المستويات، ويسرع من وتيرة بعض الأوراش، ويدفع نحو تخليق الحياة العامة ويدع الآخرين يتكلمون”.