تاوريرت بريس : 

  مسيرة " نداء الوطن " مسيرة العز والكرامة والافتخار

 

بعد التصريحات التي أطلقها بان كي مون حول قضية الصحراء المغربية . خرج يوم الأحد13/03/2016 بالعاصمة الرباط أزيد من ثلاث ملايين مشارك في مسيرة نداء الوطن .
مسيرة أعطى فيها الشعب المغربي درسا للعالم مؤكدا فيها عن مدى صدق طنيته وتلاحمه وحرصه على وحدته الترابية ورفضه لتلك الانزلاقات اللفظية .
إنها سابقة فريدة من نوعها ، حشود وجموع غفيرة هبت في وقت وجيز من مختلف جهات وأقاليم المملكة المغربية الشريفة نحو قلب العاصمة الرباط تلبية لنداء الوطن و لتعبير عن رفضهم التام لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة واضحة لكل من سولت له نفسه المساس بالوحدة الترابية ولو بكلمة سوء واحدة و أن المغاربة يد واحدة ملتحمون فيما بينهم كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا و كأعضاء الجسد الواحد إذا تألم عضو منه تألم سائر الجسد ، لا يرضون أن تمس حبة رمل من الصحراء المغربية . مسيرة شعبية لم تكن صامتة ، بل رفعت شعارات و صدحت أصوات تندد بموقف بان كي مون المنحاز ، وتنادي بالوحدة الوطنية و الوحدة الترابية .
من جانب آخر، إن هاته الحشود المشاركة بالمسيرة الشعبية تنوعت مشاربها الثقافية والدينية والعرقية، إذ حضرت مختلف الجهات المغربية صحراء و اطلس ، شرق وغرب ، شمال وجنوب ، شيب وشباب ، في ظل نظام و انسجام وتنسيق ذاتي محكم، مسيرة ستنقش على صفحات ملف الصحراء المغربية بمداد من الفخر و الاعتزاز ، في أقوى رسالة يمكن توجيهها للعالم بأسره .
وركزت الشعارات المرفوعة على بث ثلاث رسائل هي التأكيد على الوحدة الوطنية و الترابية للمغرب ، وأن الصحراء جزء لا يتجزأ من هذه الوحدة، والدعوة إلى عدم الانحياز في قرارت الأمم المتحدة ، وإدانة تصريحات بان كي مون .

إن هذه المسيرة الحاشدة و إن كانت منظمة من اجل التعبير على رفض تصريحات بان كي مون من جهة فقد أبانت من جهة أخرى أن المملكة المغربية نجحت في رهان خلق وحدة شعبية وخلق صوت واحد في مواجهة أعداء الوحدة الترابية .
ورغم العدد الهائل الذي شارك من المواطنين المغاربة الصحراويين في مسيرة نداء الوطن بالعاصمة الرباط وعبروا بكل عفوية عن حبهم وتعلقهم المتين بالوطن وبالصحراء المغربية ، لم تشفي تلك المسيرة غليلهم ولم تطفئ عطش حبهم الوطني ، وليلحوا في تأكيدهم مرة أخرى على تشبثهم ببيعة الملوك العلويين و بمغربية الصحراء وبثوابت الأمة المغربية . لم يأبوا إلا أن نظموا يوم الثلاثاء بمدينة العيون مسيرة شعبية وتلقائية ثانية دعا إليها شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية والمنتخبون المحليون والهيئات السياسية والنقابات وهيئات المجتمع المدني بالأقاليم الجنوبية شهدت مشاركة جموع غفيرة من المواطنين الصحراويين قدر عددهم بأزيد من 180 ألف شخص رجالا ونساء شيبا وشباب منطلقين من مركب الشيخ محمد الأغظف في اتجاه مقر بعثة “المينورسو” وهم يرفعون شعارات للتعبير و التنديد بالتصريحات المغلوطة لبان كي مون حول الصحراء المغربية .

إن هاتين المسيرتين الناجحتين اللتين بثتا على مختلف القنوات الفضائية ونقلت عبر أثير الإذاعات السمعية ودونت أخبارها على صفحات المواقع الالكترونية والجرائد الورقية وحتى مواقع التواصل الاجتماعية أكيد أنها نجحت في تحقيق هدفها المتمثل في إيصال صداها وصوتها إلى أسماع من بهم صمم ومن المؤكد أنها ستدون بمداد من الفخر وستشكل لا محالة محطة مفصلية في تاريخ الشعب المغربي المحب لوطنه .