تاوريرت بريس :

المغرب والجزائر

 

مند أيام قليلة أقدم الجيش الجزائري على فعل استفزازي للمغرب بإطلاقه الرصاص الحي على مدنيين عزل تسبب في قتل واحد واعتقال ثاني وهو ليس بالأمر الجديد فقد اعتاد هذا الأخير القيام بمثل هاته الاعتداءات في أكثر من مرة ضاربا المواثيق الدولية وبنود حقوق الإنسان ووصايا الدين الإسلامي بحسن الجوار عرض الحائط في محاولة منه لزرع الكراهية بين الشعبين الشقيقين اللذين لم ولن يتوانا هما الآخران في الرد و رفع أصواتهما و جر أقلامهما لتبرء من مثل هاته الممارسات اللا أخلاقية واللا إنسانية . ففي يوم الخميس 11 فبراير 2016 نشرت يومية الخبر الجزائرية الشهيرة في عمود لها باسم نقطة نظام مقالا بعنوان “ضمنا إليك أيها الملك” مادحة النهضة الحقيقية التي كان يسير في طريقها الشعب المغربي بقيادة جلالة المغفور له الحسن الثاني الذي أنجز مشاريع واعدة شملت قطاع الفلاحة والصناعة والتجارة وبادر إلى عقد اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي من اجل جعل المغرب يعتلي مكانة مرموقة في مصاف الدول رغم افتقاره للغاز والبترول و رغم أن المغرب ليس بلدا مترامي الأطراف كما هو حال الجزائر و هو نفس المسار ونفس الدرب الذي عقد الملك محمد السادس نصره الله العزم للمضي فيه وإتمامه بإستراتيجية حديثة متطورة تتماشى وروح العصر لتحيق تحديه الاقتصادي والطاقي الذي باتت دول الجوار ودول المعمور بأسرها تعترف به كنهضة حقيقية جعلت من المغرب محجا اقتصاديا للاستثمار على أرضه وهو ما أكدته نفس الجريدة بقولها ” المملكة أنجزت عدة مصانع للسيارات الأوروبية والآسيوية، وهي الآن تنتج عشرات الآلاف من السيارات تغطي السوق المغربية وتصدر الفائض للخارج.. وشغلت هذه المصانع عشرات الآلاف من العمال المغاربة … ” و قد تنبأت هذه الجريدة للمغرب بمستقبل زاهر شبيه ببلاد تركيا بقولها “المغرب وضع الأسس فعلا لإقلاع اقتصادي يشبه إقلاع تركيا قبل 20 سنة”.
وبعقل منفتح وقلب متسع تملاه مشاعر الأخوة والتسامح لم يكن من كاتب المقال ” ضمنا اليك يا ملك ” على عمود الجريدة المذكورة سلفا كواحد من الشعب الجزائري الشقيق و من نخبه الثقافية إلا أن بادر بالإشادة بالانفتاح السياسي و الاقتصادي المغربي ، ومثله أيضا ولوعيه بان إقلاع اتحاد المغرب العربي يمر عبر الوعي بضرورة تغليب مصلحة المنطقة على المصالح الخاصة قال محسن عباس رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في حديث لصحيفة (الوطن)، الواسعة الانتشار في الجزائر أن “محاولات تغليط الرأي العام التي يبدعها محترفو الشرطة السياسية” لدفعهم إلى الاعتقاد بأن غلق الحدود مرتبط بمحاربة المخدرات، “حيل لم تعد تنطلي على أحد”.
وأضاف عباس أن “فتح الحدود هو الذي سيمكن، من خلال تنسيق بين مصالح الأمن والجمارك في البلدين، من محاربة فعالة للتهريب”.
ليختم قوله بتأسف لحلول سنة 2016 والحدود بين الجزائر والمغرب لا زالت مغلقة، “والجميع يرى في لزوم الصمت إزاء ذلك أمرا عاديا”.