تاوريرت بريس :

مع نهاية الاسبوع

 

 

مابال قوم تحولوا عن قبلتهم ومالوا عن محراب مسجدهم نحو ثالث القبلتين وأول الحرمين هل بات المسجد العتيق في قلب مدينة تاوريرت ذا القبلتين أم هي بدعة ابتدعها المبدعون الجدد  في أصول الدين أم  ضلالة أراد بها المعاصرون تضليل المحدثين  فهل بعد عشرات السنين المنسابة من عمر هذا المسجد يكتشف اليوم هؤلاء الفقهاء المتجددون أن منبره لا يتجه صوب الكعبة وشطر الحرمين أم أرادوا أن يحلوا وجوب تولية الوجوه نحو كل الاتجاهات حيث وجه الله ؟ حقا .. ولكن داخل أي مسجد ربما قد يسقط هذا الوجوب وقد لا يجوز ميل بعض المصلين نحو الجنوب عن المحراب متعمدين

       فان كان الإمام لا يبالي  بما يحدث وراءه ولا يرى ما يصنعه المأموم خلفه فلا ينبغي لمن يلاحظ هذه الممارسات التغاضي والسكوت عن هذه البدع والضلالات التي تؤتى في بعض المساجد عن علم أو جهل أو وعي أو غفلة فتسيء إلى أدب الصلاة  فيها ناهيك عن الفسيفسائية المذهبية التي يعتمدها بعض المصلين المتشددين والمتعصبين لمختلف المذاهب المنقولة عن بعض القنوات الفضائية

     فمن المتحولين عن القبلة إلى المتنقلين بعد تكبيرة الإحرام فإلى مفركي الأقدام  من اجل ملء الفراغات ناهيك عن المنفلين أثناء خطبة الجمعة والمسبحين والمفشين السلام والمتبادلين التحايا والسائلين عن الأحوال العائلية والاجتماعية والتجارية وأحيانا السياسية كل ذلك كان مخالفا لقوله  ‏حدثني ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزناد ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال :”‏ ‏إذا قلت لصاحبك أنصت والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت ‏ ” وفي حديث أخر ” ومن مس الحصا فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له ” فهل هي  بدع مبتدعة وضلالات مضللة أم هي اجتهادات فقهية وفسيفسائية مذهبية وممارسات تقليدية تغاضت عنها أعين وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية وهل ينتبه أعضاء المجلس العلمي إلى هذه المتاهات فيعمل الوعاظ على التصدي لها باعتبارها مدخلا إلى التطرف الديني لا ينبغي الاستهانة بانعكاساتها والتقليل من  تأثيراتها