تاوريرت بريس :

مع نهاية الاسبوع

 

هل تصدق أن مدينة تاوريرت على امتداد مدارها الحضاري  المتربعة على مساحة تقدر بحوالي  ثلاثين كلم مربعا مقسمة بالضرورة بين أكثر من عشرين حيا سكنيا ويبلغ عدد سكانها أكثر من مائة ألف نسمة كما تتوفر المدينة على عدة وحدات صناعية صغيرة ومتوسطة وعلى أكثر من خمسة وعشرين مسجدا مصمعا بنسبة واحد لكل حي قلما يكتمل الصف خلف الإمام طوال أيام الأسبوع مقابلها تتوفر المدينة على أكثر من مائة مقهى قلما تخلو من روادها الملتزمين على مدى أربع وعشرين ساعة  ثم أكثر من  خمسة وعشرين مؤسسة تعليمية التي تكاد خلال ساعات الصباح والمساء أن تتوقف حركة المرور في الأزقة والشوارع التي تعج بتلامذتها بالإضافة إلى أكثر من مئاتي سيارة طاكسي صغير وكبير التي قلما تستوقفها فتقف لتقلك منفردا وبثمن يعتبر أغلى ثمن على المستوى الوطني  كما نعلم أن عدد السيارات التي تتحرك داخل المدينة يفوق ألف سيارة تمر كل ساعة أو دقيقة حول ست نقط مدارية تتفرع عنها عشرات المسالك والأزقة والشوارع عبر أحيائها المترامية فرغم هذه الحركية الاقتصادية والاجتماعية النشيطة كما يبدو داخل هذا المربع الذي يزدحم فيه هذا الكم الهائل من السكان فانك لا تصدق أن مدينة بهذا الحجم  وهي الوحيدة في الجهة الشرقية لا تتوفر على حافلة واحدة للنقل الحضاري وباعتبارها عاصمة الإقليم  الوحيدة في المغرب وفي العالم  لا تتوفر سوى على إشارة مرور ضوئية واحدة  كما أنها  المدينة الوحيدة التي قلما يمشي سكانها على الرصيف مهما كان مبلطا  بأرفع البلاط  حتى لو كان مفرشا بالزرابي والبساط الأحمر .