تاوريرت بريس :

بنكيران و اوزين

 

في الوقت الذي لم تهدأ فيه نار غضب الجماهير المغربية على المسؤولين الذي ورّطوا صورة بلادهم في وحل ملعب صرفت عليه الملايير ليحتضن مباريات دولية ويُسَوّق صورة مشرفة للرياضة بالمغرب وحسن تنظيم تظاهرات رياضية عالمية، تتواصل مسطرة التحقيق لتحديد المسؤوليات ومعاقبة المتورّطين في هذه الفضيحة التي كان من الممكن عدم السقوط فيها بتلك الطريقة المدويّة.
وعن تطورات هذه القضية المثيرة، تورد جريدة “الأحداث المغربية” في عددها ليوم غد الأربعاء (17 دجنبر) أن رئيس الحكومة غاضب من فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله، مشيرة أن بنكيران كان صارما وواضحا في حديثه مع محمد أوزين، إذ خاطبه بالقول : “لا أريد تقديم كبش فداء، وليذهب التحقيق إلى أبعد نقطة”.
وأوضحت الجريدة نفسها، نقلاً عن مصادرها، بأن بنكيران رفَضَ لأن تتم التغطية على الفضيحة المدوية من خلال تحميل المسؤولية لموظفين صغار داخل الوزارة لتفلت الرؤوس الكبيرة من العقاب
من جهتها تشير جريدة “الأخبار” إلى أن التحقيقات الأولية التي فتحتها وزارة الشباب الرياضة ووزارة الداخلية ووزارة المالية، أظهرت أن العقود التي أبرمت مع الشركات التي أشرفت على إصلاح ملعب مركب الأمير مولاي عبد الله، لم تحترم، خصوصا في ما يتعلق بجودة العشب.
وقالت “الأخبار” أن توقيف كل من كريم العقاري، الكاتب العالم لوزارة الشباب والرياضة ومصطفى أزروال، مدير الرياضات بالوزارة، إنما هو تنصل لوزير الشباب والرياضة من المسؤولية، خصوصا أن ملف إصلاح ملعب الرباط يتدخل فيه عدد من الأشخاص النافذين.
وختمت “الأخبار” تقريرها بالإشارة إلى أنّه تمت مطالبة الشركة الإسبانية التي سهرت على وضع عشب الملعب بمد الساهرين على التحقيقات بجميع الوثائق التي أبرمتها مع وزارة الشباب والرياضة. وأضافت الجريدة استنادا، إلى مصادرها، أنه سيتم رفع دعوى قضائية على الشركة الإسبانية من أجل معرفة المتسببين الحقيقيين في “مهزلة” الملعب.
وفي متابعتها لتداعيات نفس القضية، تنشر جريدة “أخبار اليوم المغربية” تصريحاً لعادل الحسوني، مدير الأشغال بالشركة المكلفة بتتبع ومراقبة الأعمال بمركب مولاي عبد الله، أكد من خلاله أن الكارثة لم تكن لتحدث لو أنصتت وزارة الشباب والرياضة ولجنة الاتحاد الدولي لنصائح الشركة بشأن قدرة العشب على تحمل ضغوط لعب مباريات كرة القدم متتالية دون إخضاع العشب لفترة رعاية تجريبية
وأوضحت نفس الجريدة أن شركة “فالتيك” الإسبانية رمت بدورها الكرة في ملعب الوزير محمد أوزين، عندما أكدت أن وزارة الشباب والرياضة ارتكبت خطأ كبيرا عندما رخصت للجامعة بإجراء مباراة نهاية كأس العرش بملعب الأمير مولاي عبد الله، الأمر الذي ترتب عنه انهيار العشب بشكل تدريجي قبل “الموندياليتو”.
بدورها خصّصت جريدة” المساء” مساحة واسعة لتطورات هذه القضية التي صارت “عالمية”، مؤكدة على أن جهات عليا دخلت على خط التحقيق في فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله. وأفادت اليومية، حسب مصادرها، أن أوامر صارمة صدرت بتحديد المسؤوليات فيما وقع. وتابعت أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، استدعى الاثنين الماضي محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، إلى اجتماع خاص بمقر رئاسة الحكومة. وخصص الاجتماع الذي استمر لحوالي 15 دقيقة، لبحث تداعيات فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله.
ونحَت “المساء” نفس منحى زميلتها “الأحداث المغربية” بالإشارة إلى أن رئيس الحكومة شدد على وزير الشباب والرياضة أن يقدم له تفاصيل ملف الصفقة كاملة والأسباب التي جعلت الملعب يبدو على هذا النحو السيء، كما أكد على محمد أوزين أن يذهب التحقيق في هذا الملف إلى آخره.

متابعة