تاوريرت بريس :

مع نهاية الاسبوع

 

استوقفني ابتهاج  الناس بنهاية سنة وحلول سنة ورابني أمر تبادلهم التهاني ومبالغتهم في الأفراح التمنيات وكأنهم قد اطلعوا على ما تحمله إليهم هذه السنة المحتفى بها من مسرات وكأنها قد كشفت لهم عن كل المخبئات ثم إنهم قد استلموا منها عهودا على أن تمر بهم كما يرجون بلا منغصات  وفيما يرغبون ويحبون ويتمنون وكأنهم أحيطوا علما بما تحملها إليهم من مفاجآت وهي خالية من كل الأحزان والأسى  متجاهلين في نفس الوقت ما قد تحمله إليهم من مصائب ومعوقات وربما تكون الحلقة الآخرة في سلسلة الحياة

      فيفرحون ببداية السنة الجديدة وبما قد تحمله إليهم من مفاجآت مخيفة  ولا يحزنون على انتهاء السنة القديمة وما مرت به من خير وشر وأفراح وأتراح كيفما كان حالها فقد مرت وكان مرورها بردا وسلاما وقد انتهت ولم تنتهي مع نهايتها هذه الحياة 

      جدير بنا أن نودع هذه السنة ونثني بالحمد والشكر لله الذي منحنا الصبر على مصائبها ومتعنا بما جاءنا من نعمه خلالها ثم أبقى لنا الصحة والعافية والحياة بعدها كيفما كانت مراسم الوداع ستكون قاسية ومؤلمة ولكن رغم ألامها وأحزانها وأفراحها وأتراحها تبقى أياما لن تعود بأي حال وبأي ثمن مع ذلك سيبقى جحيمها نعيما وشقاؤها سعادة وموتها حياة كما تبقى ذكرياتها فردوسا على مسرح الماضي

      كيفما كان الوداع سيكون مشفوعا بالحزن والأسى على ماض تولى بأيام عمر تسرع الخطأ نحو نهاية لن تعود إلى الوراء بخيرها وشرها ولن تعود إلى بدايتها بطفولتنا وشبابنا وشيخوختنا وهرمنا ثم إلى الحياة حينما ينزل الموت بساحتنا ويصبح اقرب إلينا من ضلنا

       فمن يدري أن تكون السنة الجديدة المحتفى بها ناعيتنا والحاملة في حقيبتها أكفاننا في هذه الحالة الم تكن كلمات التهاني التي نتبادلها بالمناسبة في الحقيقة تشف  فينا بمصيبتنا سيقال لمجرد تفاؤل ولكن ما مكان التشاؤم  فالتفاؤل والتشاؤم صنوان قد يسيران متجانبين كما الحياة والموت توأمان يمشيان متتابعين وكما تبقى  السنة الماضية حلقة ذهبية تضاف إلى سلسلة الذكريات التي تزين جيد الحياة وزهرة يانعة تنمق حديقة  الماضي ذلك الفردوس الدنيوي الذي لا يخرجنا منه سوى الموت أهناء ما نتبادله بمناسبة حلول سنة لا نعلم ما تحمله إلينا أم عزاء بمناسبة رحيل  أخرى وقد مرت بأعز ما نملك في حياتنا أياما من عمرنا