بقلم : عزالدين قدوري 

 

Untitled-1 copy

 كثيرا ما نسمع ونقرأ في مانشيطات بعض الصحف والمواقع الالكترونية  وصفحات التواصل الاجتماعي  مقالات وأخبار بعناوين مثيرة مكتوبة بالبند العريض مصبوغة بطلاء الحملات الانتخابية السابقة لأوانها و التي يدعي أصحابها أن مدينة تاوريرت كغيرها من مدن المملكة انخرطت  خلال السنوات الأخيرة في حركة ودينامية طموحة

شهدت من خلالها ملامح لتطور عمراني ملموس . وخاصة فيما يتعلق بالطرق وتهيئة النسيج العمراني ، وتجهيز وإعادة تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز.

كما نسمع أيضا عن الجهود الجبارة التي  تبدلها المجالس المنتخبة لتهيئة وتنمية جميع المجالات الحيوية بالإقليم ( الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية …) من اجل تحقيق متطلبات الساكنة .

لكن هيهات بين ما هو مدون على تلك الصفحات الإعلامية بين ألاف الأقواس ، وبين ما تشهده هده المدينة التي بدأت ترثي ماضيها المجيد وتندب حاضرها الذي يحتضر و تتوجه به نحو مستقبل يلفظ أنفاسه الأخيرة . اقل ما توصف به أنها مدينة خارج ركاب التنمية .

قد يرى القارئ الكريم في هدا الوصف نوع من التضخيم ورسم لصورة قاتمة عن المدينة ، أو يحسب أن هدا مقال للكتابة من اجل الكتابة فقط كما يضن البعض أو كما يفعل البعض ممن يخدمون بعض الأجندات الحزبية . والقارئ طبعا معذور خصوصا إذا كان من خارج الإقليم ، لأنه لم يكن على اطلاع  بالصورة الحقيقية للمدينة أو لأنه لا يملك  الوقت الكافي للقيام بجولة بسيطة  في أحيائها الشعبية و أزقتها وشوارعها الغائبة عن الإعلام ويعاين عن كثب  ذلك الوجه الحقيقي الشاحب للمدينة الذي جعل جل ساكنتها يسجلون استياء كبيرا بسبب الأداء السلبي للمجالس المنتخبة و الإهمال الذي طال المدينة و دفع بها إلى النزول لمستويات ضعيفة بكل المقاييس وذلك يظهر بكل وضوح من خلال سلسلة الاحتجاجات التي تكاد لا تنتهي والتي تشتكي من الأوضاع السلبية التي تعيشها المدينة  من افتقار لحاويات الزبالة ببعض الأحياء  وانتشار الروائح الكريهة والانقطاعات المتكررة للإنارة العمومية ببعض الأحياء وانتشار الطرق المتهرئة وافتقار بعض الأحياء التي تقع داخل المدار الحضري للمدينة لأبسط حقوقها المتمثلة في الماء الصالح للشرب و الإنارة العمومية وانتشار الروائح النتنة الناجمة عن قناة التصفية و تسللها الى وسط المدينة  و ضعف الميدان الصحي و ارتفاع عدد الشباب العاطل عن العمل  و قائمة المشاكل طويلة ….

ذلكم هو وجه مدينة تاوريرت الحقيقي دون مساحيق و بودرات وروتوشات التجميل التي تحاول إخفاء العيوب والتستر عنها دائما . انه واقع مدينة تاوريرت البادي للعيان من خلال ما تعرفه الأحياء الشعبية من سوء في التسيير وضعف في البنية التحتية دون الحديث عن غياب المرافق الاجتماعية ودور لشباب بالمواصفات المطلوبة والمساحات الخضراء التي تشكل متنفس لساكنة للهروب من هذا الواقع وهذا الوضع المتردي .

مشاكل لا تعد ولا تحصى وازمة خانقة حقيقية تلك التي تعيشها مدينة تاوريرت على كافة الأصعدة وتتخبط فيها الساكنة التي لا حيلة لها إلا الشعور بالحسرة  وفقدان الأمل في قطار التنمية الذي  لم وربما لن يقلع بهده المدينة الصماء كما هو جلي من خلال مجموعة من المشاريع المجمدة و التي أصبحت ملجأ للكلاب الضالة . انه وضع مأسوي تشهده هده المدينة حتى اصبح سكانها يبكون ويحنون  لمجدها القديم .