تاوريرت بريس :

 تحظى المشاريع النوعية التي يقترحها الشباب باهتمام كبير من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ما فتئت تولي عناية خاصة بهذه الفئة لاسيما النساء.

وبإقليم جرسيف، تمكن عدد هام من الشابات والشباب، من بلورة أفكار مشاريعهم وتجسيدها على أرض الواقع، بفضل دعم ومواكبة هذه المبادرة التي تتوخى خلق مشاريع ذات قيمة مضافة تساهم في تكريس روح ريادة الأعمال وخلق مناصب شغل في قطاعات واعدة.

ومن أبرز النماذج التي تجسد ريادة الأعمال النسائية، الشابة صفاء العزوزي التي استطاعت بفضل دعم المبادرة الوطنية أن تحقق طموحها كمقاولة ذاتية وإخراج مشروعها إلى حيز الوجود وضمان نجاحه وديمومته.

هذه الشابة التي تمكنت بعد استفادتها من الدعم والمواكبة القبلية والتكوينات تحت إشراف منصة الشباب جرسيف، من إطلاق مشروعها “للخياطة والطباعة على الهدايا”، بأزيد من 94 ألف درهم (أزيد من 83 ألف درهم مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية)، وفتح ورشتها المجهزة بآلات ومعدات متعددة منها تلك الخاصة بالطرز والطباعة على الأقمشة والأثواب وأشياء أخرى متنوعة.

وفي هذا السياق، قالت صفاء العزوزي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها تمكنت بفضل هذه المنصة من الاستفادة من المواكبة القبلية ومن تمويل مشروعها الذي نجحت في إخراجه إلى حيز الوجود، عبر اقتناء آلات الطرز والطباعة وتجهيز محلها، مشيرة إلى أنها ما زالت تستفيد لحد الآن من مواكبة المنصة ومتابعتها.

مشروع آخر لا يقل أهمية عن سابقه، استفاد بدوره من خدمات منصة الشباب جرسيف، لاسيما من المواكبة والتوجيه والدعم المالي. ويتعلق الأمر بورشة للفن التشكيلي التي تديرها الفنانة التشكيلية نجاة الكحص، من ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم.

وقد ساعدتها هذه المنصة على التغلب على إعاقتها، وتحويل هوسها وتعلقها بالرسم إلى مصدر رزق لها ولعائلتها.

وتشكل منصة الشاب جرسيف، التي تم إحداثها في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحديدا ضمن برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، فضاء ملائما لتأطير الشباب حاملي أفكار مشاريع ومساعدتهم على بلورتها وتنزيلها على أرض الواقع، وكذا مواكبتهم لضمان نجاح مقاولاتهم في سوق الشغل وولوج ريادة الأعمال.

وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة جرسيف، الحسن قارا، أن هذه المنصة، التي تروم تنزيل برنامج تحسين الدخل والإدماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب، تمثل فضاء لتشجيع ريادة الأعمال لدى الشباب ودعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لاسيما من خلال توفير التكوينات والمواكبة، وكذا الدعم المالي للشباب الراغبين في إنشاء مقاولاتهم وتجسيد أفكار مشاريعهم على أرض الواقع.

وأشار في تصريح مماثل، إلى أن المنصة تمكنت لحد الآن من إحداث وتمويل 139 مقاولة، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ يقدر بحوالي 12 مليون درهم بالنسبة لمحور دعم الحس المقاولاتي، ومساهمتها بنحو 2 مليون درهم في إنجاز 20 مشروعا ضمن محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني الخاص بالتعاونيات في مختلف القطاعات الإنتاجية.

من جهته، أشار رئيس جمعية الوسيط لتأطير ومواكبة حاملي المشاريع، المسيرة لمنصة الشباب جرسيف، محمد كنادي، إلى أن المنصة استقبلت منذ إنشائها ما يناهز 1700 شاب وشابة، من حاملي أفكار مشاريع، واستفادوا من خدمات الاستقبال والاستماع والتوجيه. كما ساهمت في تقديم الدعم التقني والمالي ل 139 من حاملي أفكار مشاريع منهم 38 شابة.