تاوريرت بريس :

كشف وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، تفاصيل التدخلات الأمنية في محاربة تفشي مخدر “البوفا” الذي أصبح الإدمان عليه يعرف انتشارا بين صفوف الشباب.
وأوضح الوزير أن المعالجة الأمنية لهذه الظاهرة والجرائم المرتبطة بها تنطلق من رؤية شمولية ترتكز على تقليص العرض، من خلال تعزيز المراقبة على مستوى المناطق الحدودية وكذا تعزيز المراقبة الطرقية لمحاربة ترويج المخدرات، إضافة إلى القيام بحملات للتحسيس بمخاطر تعاطي المخدرات والإدمان عليها.

وأبرز لفتيت، في جواب على سؤال كتابي لفريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، أن الشق الثاني من المعالجة الأمنية لهذه الظاهرة يتعلق بتقليص الطلب عبر اتخاذ تدابير وقائية عن طريق القيام بحملات تطهيرية وتشديد المراقبة على الأماكن العمومية، بما فيها المقاهي والملاهي ودور اللعب التي يرتادها الشباب والقاصرون.

وأكد الوزير، في جواب حسب مصادر اعلامية ، أنه تم منذ فاتح يناير 2020 إلى غاية غشت 2023 تسجيل حوالي 395 قضية مع حجز حوالي 04 كلغ من مخدر البوفا.

وبالنسبة لمحاربة المخدرات بشكل عام، أشار المسؤول الحكومي إلى أنه قد تم خلال الفترة من فاتح يناير 2022 إلى غاية 31 يوليوز 2023، تسجيل 156 ألفا و552 قضية مرتبطة بحيازة واستهلاك وترويج المخدرات، تم على إثرها توقيف 204 آلاف و761 شخصا وإحالتهم على العدالة على المستوى الحضري.

وعلى المستوى القروي، أشار الوزير إلى أنه تم خلال الفترة ذاتها تسجيل 5841 قضية مرتبطة بحيازة واستهلاك وترويج المخدرات، نتج عنها توقيف 7037 شخصا وإحالتهم على العدالة.

البوفا.. نشوة عابرة وإدمان سريع

مخدر “البوفا”، رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة التدخين والمخدرات بالمغرب، هو عبارة عن بقايا مخدر الكوكايين التي يتم طهيها على نار هادئة مع مواد كيميائية من بينها الأمونياك لتتحول إلى مادة شبيهة ببلورات الكريستال، ويتم استهلاك هذا المخدر عن طريق الاستنشاق أو التدخين.

و أوضح رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة التدخين والمخدرات بالمغرب ، في تصريح لـلاعلام، أنه يتم في حالات أخرى مزج بقايا مخدر الكوكايين مع الأمونياك وخلطه بمشروبات كحولية أو مخدرات أخرى كالحبوب المهلوسة (القرقوبي) أو الحشيش، للوصول إلى النشوة أو لبلوغ إحساس عابر بالقوة الذهنية والجسدية والاندفاع.

وتكمن خطورة مخدر “البوفا” في سقوط متعاطيه في فخ الإدمان بسرعة كبيرة، إذ يكفي تناوله لمرة أو مرتين حتى يصبح الشخص مدمنا عليه، كما أن مدة النشوة التي يمنحها تكون قصيرة جدا، وفق المختصين في علم النفس الاجتماعي، الذين يروا أن تركيبته المكونة من مواد خطيرة مثل الكوكايين والأمونياك والمخدرات الأخرى هي السبب في ذلك.

و بحسب دراسات المختصين في علم النفس الاجتماعي، فان هذا المخدر يساهم في تحفيز الأعصاب بسرعة كبيرة خلال مدة قصيرة؛ إذ يعطي مفعوله خلال مدة 5 ثواني بعد تناوله، في ما يزول مفعوله في مدة لا تتجاوز 10 دقائق، مما يجعل المدمن عليه يبحث عن جرعة جديدة.

و يضيفون أن هذا الأمر يدفع المدمنين على هذا المخدر لاقتراف سرقات سواء داخل بيوتهم أو في الشارع من أجل توفير مبالغ مالية لاقتنائه، كما أن بعض الأشخاص الانطوائيين يعمدون لإيذاء أنفسهم أو إلى الانتحار في بعض الحالات.

ويعتبر “البوفا” من المخدرات التي يصعب على المدمنين العلاج منها، وذلك بسبب تأثيره الكبير والمباشر على الدماغ، وفي هذا السياق يرى الدكتور بنزاكور أن التخلص من هذا المخدر يتطلب رغبة من الشخص المتعاطي أولا، ثم الاعتراف بأنه مدمن، قبل عرض حالته على طبيب أو عيادة مختصة في الإدمان.

وتابع أن العلاج من هذا المخدر يتطلب تكاملا بين العلاج الطبي والعلاج النفسي، من خلال عرض الحالات المعنية على أخصائيين نفسيين في الإدمان، إضافة إلى دور الأسرة التي يجب أن تتعامل مع الشخص المدمن بطريقة تواكب العلاج الذي يتلقاه.