تاوريرت بريس :

 انطلقت اليوم الأربعاء ببركان، فعاليات الدورة الثالثة لمنتدى المجتمع الرقمي، تحت شعار “كيف تؤثر البيانات الضخمة على حياتنا اليومية في ظل التحول الرقمي”، وذلك بمشاركة ثلة من الباحثين والخبراء في مجالات الرقمنة، والبيانات الضخمة، والمدن الذكية.

ويشكل هذا المنتدى، الذي تنظمه على مدى يومين، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شركة التنمية المحلية “مجال بركان”، بالتعاون مع عمالة إقليم بركان، والمجلس الإقليمي، و “African Smart Territories”، وجمعية التطوير الرقمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مناسبة لتقاسم الممارسات الفضلى على المستوى الدولي، وكذا أفضل السبل لإعداد الأجيال القادمة لمواكبة تسريع عملية التحول الرقمي وإصلاح الإدارة.

وتروم هذه التظاهرة، التي تجمع أيضا مقاولات ومؤسسات عالمية معروفة في هذا المجال، تسليط الضوء على أهمية الرقمية كأداة للابتكار وتحسين الخدمات العمومية، والتعليم، والصناعة 4.0، والتنمية المستدامة، والأمن، وغيرها.

ويتعلق الأمر أيضا بتقاسم الأفكار والرؤى المختلفة حول هذا الموضوع الهام، من خلال تنظيم “هاكاثون” مع المواكبة التقنية والعمل على إدماج المشروع على مستوى مشاريع الإقليم، وذلك بهدف تشجيع حاملي المشاريع على الصعيد المحلي على الاستثمار أكثر في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.

وبهذه المناسبة، أبرزت وزيرة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، التحديات والفرص التي تتيحها البيانات الضخمة في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، والتي تعتبر “عنصرا حاسما” لاتخاذ قرارات ذكية.

وقالت في كلمة ألقتها “عن بعد”، إن “البيانات الضخمة تعزز التواصل بين الأفراد بهدف تعزيز الاندماج الاجتماعي والحد من الفوارق الاجتماعية، وخاصة بالنسبة للفئات الهشة”.

من جهته، أكد عامل إقليم بركان، محمد علي حبوها، أن هذا المنتدى يأتي في إطار الجهود التي يبذلها المغرب لمواكبة التحولات التي يشهدها العالم في المجال الرقمي، وذلك بهدف تحديث الإدارة، من خلال توظيف التقنيات الحديثة، مشيرا إلى أن المملكة تعد حاليا رائدة في هذا المجال على المستويين القاري والدولي.

وفي هذا الصدد، سلط السيد حبوها، الضوء على مختلف المشاريع الرقمية المنجزة بالإقليم، وذلك انسجاما مع ورش طموح يهدف إلى اعتماد “حكامة رقمية ترابية”. والهدف هو تحسين جودة الخدمات المقدمة للمرتفقين بالجماعات التابعة للإقليم.

من جانبه، أشاد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب، إدوارد كريستو، بتنظيم هذا الحدث في دورته الثالثة، معربا عن “التزام واستعداد” البرنامج الإنمائي لمواكبة المغرب في ورش التنمية الرقمية، لا سيما في ظل التحولات في هذا المجال.

أما ممثل وكالة التنمية الرقمية، نور الدين لصفر، فقد سلط الضوء على الاستراتيجيات التي اعتمدتها الحكومة فيما يتعلق برقمنة الإدارة، من أجل تسهيل وتحسين ولوج المواطنين إلى الخدمات، مشيرا إلى أن أكثر من 3000 منصة تم إنشاؤها وتخصيصها لهذا الغرض، وذلك بهدف تعزيز المزيد من الشفافية داخل الإدارة المغربية.

وبالإضافة إلى الندوات المرتقبة، يقترح هذا المنتدى قرية رقمية بفضاءاتها المختلفة (مختبر الشركات الناشئة، ومركز النماذج الأولية، ومركز التكنولوجيا والمعرض الرقمي)، والتي ستضع رهن إشارة الحضور خبرة دولية في المجال من أجل المساهمة في خلق مناصب شغل قارة وذات جودة.

وحسب المنظمين، فإن المعرض الرقمي سيعرض أحدث الابتكارات في مجال إنترنت الأشياء، والبنية التحتية السحابية، ومنصة التشغيل البيني، من أجل دعم هذا التحول.