تاوريرت بريس :

 احتضن مقر عمالة إقليم فجيج ببوعرفة، أمس الثلاثاء، لقاء تشاوريا خصص لتدارس الخطوط العريضة والمحاور الرئيسية للتوجهات الاستراتيجية للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان برسم 2022 – 2030، التي توجد في طور الإعداد والدراسة، بمشاركة مختلف الأطراف المعنية.

ويندرج هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص، عامل إقليم فجيج، محمد ضرهم، والمدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ابراهيم حافيدي، ورئيس المجلس الإقليمي، الحسين سعداوي، ومنتخبون، ورؤساء مصالح خارجية، وفعاليات جمعوية، في إطار المشاورات التي أطلقتها الوكالة مع مختلف الفاعلين والمتدخلين على صعيد الأقاليم والجهات التابعة لمناطق نفوذها الترابي.

وفي كلمة خلال افتتاح هذا اللقاء، أبرز السيد ضرهم، أهمية بلورة هذه الاستراتيجية الرامية إلى تنمية مناطق الواحات، مثمنا المجهودات التي تقوم بها الوكالة على صعيد إقليم فجيج.

ودعا عامل الإقليم إلى إعطاء أهمية خاصة للواحات خاصة بإقليم فجيج باعتبارها تراثا إنسانيا وتشكل عاملا للحفاظ على البيئة، مشيرا إلى السبل المتاحة للتعاون من أجل تنزيل الرؤية المولوية السامية لتحقيق تنمية شاملة ومندمجة لمجالات تدخل الوكالة بالإقليم أخذا بعين الاعتبار توجيهات النموذج التنموي الجديد، والتصميم الجهوي لإعداد التراب للجهة، وبرنامج التنمية الجهوية الذي يوجد في مراحل متقدمة من الإنجاز.

وأكد السيد ضرهم أن هذا اللقاء يشكل فرصة لإغناء هذه الاستراتيجية، داعيا إلى تضافر الجهود للنهوض بالمنظومة الواحاتية.

من جهته، قدم السيد حافيدي لمحة عن الوكالة من حيث مجالات تدخلها (واحات، شجر الأركان)، والسياق العام لإحداثها ومنهجية عملها، وكذا أهدافها المتمثلة أساسا في إعادة تأهيل هذه المناطق الإيكولوجية، وذلك عبر وضع برامج واستراتيجيات بمعية الشركاء.

كما استعرض أهم المنجزات المحققة على صعيد هذه المناطق في إطار استراتيجية 2012- 2022، مبرزا تحسن المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والجهود الجبارة المبذولة من أجل تنمية إقليم فجيج وباقي مناطق تدخل الوكالة.

وأبرز المدير العام للوكالة مختلف المشاريع التي همت عددا من المجالات (التمدرس، المسالك الطرقية، الماء الصالح للشرب ..)، مؤكدا أنه تم تحقيق الأهداف المسطرة على مستوى جميع القطاعات بالإضافة إلى المقاربة المبتكرة محليا في مجال دعم ريادة الأعمال والتشغيل الذاتي لفائدة شباب إقليم فجيج.

وأكد أن هذا اللقاء التشاوري يشكل مناسبة للإنصات إلى مقترحات مختلف المتدخلين وطرح مشاريع وبرامج من أجل المساهمة الفعالة في إعداد الاستراتيجية الجديدة للوكالة (2022-2030) تستجيب لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

من جانبها، أكدت السيدة أسماء بركيطة، ممثلة مجلس جهة الشرق، أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتدارس الخطوط العريضة للتوجهات الاستراتيجية للوكالة للفترة 2022-2030، مبرزة أن هذه الاستراتيجية يتعين أن تستهدف تحقيق التنمية البشرية بهذه المناطق، وتثمين الموارد الاقتصادية والطبيعية والثقافية، وإحداث مشاريع إيكولوجية وتنموية تدمج الساكنة المحلية في محيطها الاقتصادي والبيئي والثقافي لاسيما أن هذا الوسط يشكل محمية فريدة للتنوع البيولوجي وحاجزا حقيقيا ضد زحف التصحر.

وفي كلمة بالمناسبة ذاتها، أشار السيد سعداوي إلى أهمية تدارك رهانات وتحديات تنمية مناطق الواحات للحد من التفاوتات، وذلك من خلال اعتماد الالتقائية واندماجية السياسات العمومية والبرامج القطاعية بهذه المناطق.

من جهتهم، ثمن عدد من المتدخلين، خلال هذا اللقاء، مجهودات الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، داعين إلى التركيز على طرح مشاريع مرتبطة بالواحات وتوفير شروط الاستقرار داخل هذه المناطق كالماء والكهرباء والتعليم والصحة، وكذا المشاريع المقاولاتية والمرتبطة بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

كما أبرزوا ما يزخر به إقليم فجيج من واحات وبمؤهلات طبيعية، وكذا العمل على استغلال هذه المميزات والتعريف بها من خلال التشجيع على استعمال الرقمنة وإحداث بنك للمشاريع في مجال الواحات وشجر الأركان.

وتميز هذا اللقاء بالعرض الذي قدمه ممثل مكتب دراسات، استعرض فيه مهام الوكالة استنادا إلى الأرقام والمؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الرئيسية (الصحة، التعليم، الاقتصاد، البنيات التحتية، الموارد المائية..) في المناطق التابعة لنفوذها مع التركيز على إقليم فجيج (جهة الشرق).

كما أبرز الأهداف المتوخاة من الاستراتيجية الجديدة وأولوياتها ومحاور تدخلها لاسيما على مستوى إقليم فجيج.

يذكر أن نفوذ تدخل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، يشمل إقليم فجيج (جهة الشرق)، وأقاليم ميدلت والراشيدية وتنغير وزاكورة وورززات (جهة درعة – تافيلالت)، وأقاليم كلميم وأسا – الزاك وسيدي إفني (جهة كلميم – واد نون)، وأقاليم طاطا وتيزنيت واشتوكة آيت باها وإنزكان – آيت ملول وأكادير – إد اوتنان وتارودانت (جهة سوس ماسة)، وكذا إقليم الصويرة (جهة مراكش – أسفي).