تاوريرت بريس :

  استقبلت مدينة المهن والكفاءات بالناظور، أمس الاثنين، فوجها الأول الذي يضم 1410 متدربا، برسم الموسم (2022 – 2023)، منهم 910 مسجلين في التكوين الأساسي بمستويات التقني المتخصص والتقني والتأهيل، و500 متدربا في التكوين المهني.

وذكر بلاغ لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل أن هذه المؤسسة التكوينية الجديدة، الثانية بعد سوس- ماسة، والواقعة بمدينة الناظور، على مساحة 12 هكتارا بطاقة استيعابية سنوية تصل إلى 2500 مقعد بيداغوجي، ينضاف إليها 420 مقعدا يوفره المعهد المتخصص في الصناعة الغذائية ببركان كملحقة للمؤسسة، بالإضافة إلى أنها ستوفر عرضا تكوينيا متنوعا في قطاعات واعدة تم تحديدها بإشراك فاعلي الجهة.

وأشار إلى أنه تمت بلورة العرض التكويني لمدينة المهن والكفاءات بالناظور وفق مقاربة للذكاء الجماعي، بشكل يتوافق مع خصوصيات الجهة وبالتركيز بشكل خاص على حاجيات المهنيين من الكفاءات المؤهلة، مبرزا أنه تم تحديد الخريطة التكوينية الخاصة بالمؤسسة الجديدة عقب سلسلة الورشات للتبادل والتفكير، مكنت من تحديد القطاعات الواعدة بالجهة فضلا عن الكفاءات التي تتطلبها المهن الجديدة وأيضا تلك المتعلقة بالمهن التقليدية.

وتمنح مدينة المهن والكفاءات لجهة الشرق لمتدربيها عرضا تكوينيا محينا، وفي تكامل تام مع العرض التكويني للمكتب بالجهة، حيث تقدم عرضا تكوينيا جديدا يتمحور حول 10 أقطاب مهنية تضم 75 شعبة تكوينية، 58 في المائة منها جديدة، و42 في المائة محينة، خاصة الصحة وخدمات الأشخاص والفلاحة، بالإضافة إلى شعب جديدة وأخرى محينة تهم قطاعات تقليدية على غرار الصناعة والبناء والأشغال العمومية والرقمية والتسيير والتجارة والفندقة والسياحة وفنون وصناعة الطباعة والصناعة الغذائية.

وحسب مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، يعتمد هذا العرض التكويني الجديد على أساليب بيداغوجية تفاعلية تضع المتدربين في صلب العملية التكوينية، وتمنحهم تأطيرا وثيقا، حيث لن يتجاوز عدد المتدربين 20 متدربا في كل مجموعة، من أجل تيسير التلقين العملي.

من جهة أخرى، يعتمد التكوين في مدينة المهن والكفاءات لجهة الشرق على النموذج البيداغوجي الجديد الذي تبناه المكتب، والذي يروم تطوير الكفاءات المهنية والذاتية وتحرير طاقات المتدربين عبر التطبيق الميداني (Learning by doing).

وفي هذا الصدد، تم تجهيز مدينة المهن والكفاءات بجيل جديد من المعدات البيداغوجية من خلال منصات تطبيقية بالحجم الحقيقي، من أجل محاكاة ظروف الممارسة المهنية، وتعزيز مدارك المتدربين في مجالات تخصصهم وتقريبهم من واقع المقاولة.

ويتعلق الأمر بقطب الصناعة مع مصنع بيداغوجي، وقطب التجارة والتسيير مع مقاولة افتراضية، وقطب السياحة والفندقة والمطعمة مع فندق بيداغوجي، وقطب الفلاحة مع مزرعة بيداغوجية مساحتها 2 هكتار، وقطب الصحة مع وحدة بيداغوجية للعلاج، وقطب البناء والأشغال العمومية مع منزل ذكي، وكذا قطب خدمات الأشخاص مع حضانة وشقة بيداغوجية.

وعلى صعيد آخر، تتوفر مدينة المهن والكفاءات بالناظور أيضا على فضاءات ملائمة للعمل المشترك والابتكار وإبراز أفكار جديدة وتجسيدها على أرض الواقع؛ من خلال سلسلة للإبداع تشتمل على فضاء العمل المشترك، وحاضنة، ومصنع رقمي، بالإضافة إلى بنيات مشتركة مخصصة لتطوير الكفاءات الذاتية التي تشكل 30 في المائة من برنامج التكوين، وتهم الكفاءات التقنية والرقمية والمقاولاتية والسلوكية.

وتأوي المدينة الجديدة أيضا مركزا للتوجيه المهني من أجل مواكبة الشباب وإعدادهم للعالم المهني، كما تتوفر على مكتبة وسائطية ودار للمتدربين تبلغ طاقتها الاستيعابية 300 سرير، فضلا عن فضاءات للقاءات وملاعب رياضية.

وتندرج مدينة المهن والكفاءات لجهة الشرق في إطار برنامج مدن المهن والكفاءات الـ12، الذي يعد المشروع الثاني وأبرز مشاريع خارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني.

وخلص المكتب إلى أن برنامج مدن المهن والكفاءات، قد تم تتويجه خلال الدورة الثالثة من منتدى شوازول إفريقيا للأعمال (Choiseul Africa vusiness) بجائزة “المشروع المبتكر للسنة”، وهي الجائزة التي تحتفي بالمشاريع الخلاقة والمتفردة.