تاوريرت بريس :

 يجد المغرب فرصة ملائمة لتقديم نفسه بديلا آمنا لإمدادات الغاز التي تنتقل من أفريقيا إلى أوروبا، حيث باتت الرباط تتعامل مع أفريقيا كعمق تنموي لها، وخاصة غرب أفريقيا، وهو مسار مدعوم أوروبيا.
وقال رئيس شركة النفط النيجيرية المملوكة للدولة إن القرار الاستثماري بشأن إقامة مشروع خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي بين نيجيريا والمغرب سيتم اتخاذه في العام المقبل.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أنّ شركة “نيجيريان ناشونال بتروليوم كو والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن المغربي وقّعا مذكرة تفاهم في الشهر الماضي لتنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز العملاق الذي يمكن أن ينقل الغاز الطبيعي النيجيري إلى أوروبا.
ويعتبر هذا الخط أحد مبادرتين تروج لهما الشركة النيجيرية في محاولة للاستفادة من الطلب الأوروبي على مصادر الغاز الطبيعي الجديدة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال ميلي كياري الرئيس التنفيذي للشركة النيجيرية “سنتخذ قرار استثمار نهائي (بشأن المشروع) في العام المقبل”، مضيفا أنّ المناقشات بشأن تمويل المشروع مازالت جارية، دون الكشف عن المؤسسات المهتمة بتمويل الخط الذي يبلغ طوله 5600 كيلومتر، وينقل الغاز الطبيعي إلى 11 دولة على الساحل الأفريقي وصولا إلى المغرب قبل أن يصل إلى إسبانيا وإيطاليا.
يذكر أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي تضم 15 دولة، وقعت على مذكرة التفاهم بين الشركة النيجيرية والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن المغربي.
وتقدر التكلفة الاستثمارية للمشروع بين 20 و25 مليار دولار في مرحلة التشييد بحسب كياري الذي يتوقع بناء المرحلة الأولى منه خلال ثلاث سنوات والمراحل الأخرى خلال 5 سنوات.
وضمن سياق جيوسياسي يطغى عليه الطلب الدولي القوي على الغاز والنفط وارتفاع الأسعار على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، وقّعت في الرباط مذكّرة التفاهم حول مشروع أنابيب الغاز الذي يربط بين نيجيريا والمغرب ويسهم في إمداد غرب إفريقيا وأوروبا بالمادة.
وتسعى دول عدّة، أوروبية خصوصا، للحد من اعتمادها على الإمدادات الروسية.
وسيضخ خط الأنابيب المذكور أكثر من خمسة آلاف مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى المغرب.
وفي المغرب “سيتم ربطه بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي وشبكة الغاز الأوروبية”.
ويأتي توقيع مذكّرة التفاهم التي أعلنت في نهاية العام 2016، على خلفية تزايد الخصومة الإقليمية بين المغرب والجزائر التي تعد أكبر مصدّر للغاز الطبيعي في إفريقيا والسابع عالميا.
وبلغ التأزم ذروته بين البلدين الجارين مع قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في غشت 2021 بقرار اتّخذته الجزائر.
وعلى الأثر قطعت الجزائر الغاز عن المغرب إذ أغلقت في أكتوبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يضخ الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر المغرب.
ومند داك تسعى الرباط إلى إيجاد بدائل لتلبية احتياجاتها، وأن تكون في ذات الوقت مصدرا للغاز الأفريقي إلى أوروبا.