تاوريرت بريس :

 قال وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد المهدي بنسعيد، أمس في الرباط، إن وسائل الإعلام الأفريقية مدعوة إلى أن تكون «حاضنة للبناء الديمقراطي» لدى الرأي العام بالقارة.

 

وشدد بنسعيد في كلمة له بمناسبة افتتاح «الجمعية العامة السادسة للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الأفريقية»، على أن «تنوع الآراء، الذي يوجد في صلب أي مشروع ديمقراطي، يتعين أن يشكل ثروتنا الثمينة، وليس سببا للانقسام أو حتى الإقصاء… وينبغي للصحافة الأفريقية أن تتخلص من التبعية السياسية الموروثة من زمن آخر»، مبرزا أنه «في ظل زخم إعلامنا، وبدعم من قادتنا، أصبحت أفريقيا اليوم أرض الفرص التي تحتل الصفحة الرئيسية لجميع المجلات الاقتصادية، لأن القارة تزخر بالإمكانيات التي لا تطلب سوى استغلالها بحكمة لجعل هذا القرن قرن أفريقيا».
وسجل الوزير بنسعيد أن «هذه هي رسالة الأمل التي يبعثها الملك محمد السادس، من خلال توجيهاته السامية، والتزامه الدائم بخدمة القارة»، مبرزا أن المملكة المغربية اختارت التزاما ثابتا بخدمة القارة الأفريقية، والتعاون بين البلدان الأفريقية، وأن تثق أفريقيا بنفسها.

وأضاف الوزير أن الملك محمد السادس أكد، من خلال مبادراته، أن التضامن الأفريقي «ليس ذكرى بعيدة، وإنما استجابة لواقع وضرورة لتنمية القارة».
في سياق ذلك، أوضح الوزير المغربي أن هذا الاجتماع يحظى بأهمية كبيرة، كونه ينعقد بالتزامن مع نهاية أزمة صحية عالمية، اضطلعت خلالها وسائل الإعلام بدور مهم وحاسم، مبرزا المكانة الخاصة التي تحتلها الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الأفريقية، بالنظر إلى الرسالة التي تبثها للعالم والأهداف التي سطرتها لنفسها. وقال بهذا الخصوص: «معا وبدعم قوي من المملكة المغربية، سننكب على التغلب على الانقسامات اللغوية الموروثة، وجعل تنوعنا الثقافي مصدرا أساسيا لقوتنا»، مسجلا «تبلور أفريقيا جديدة من حولنا… أفريقيا تزيح القوانين المعمول بها سابقا، وتتجاوز حدود المسلمات السائدة في وقت سابق»، ومؤكدا أن «أفريقيا قبل كل شيء فضاء للتضامن بين الشعوب وحوار الحضارات… أفريقيا فكرة، وليست تابعة لجهة ما في العالم أو آيديولوجية أو لشبكة تحليل فريدة».

من جهة أخرى، ذكر الوزير المغربي أن الرباط، التي تحتضن أشغال هذه الجمعية العامة، هي مدينة «نستحضر من خلال تحولاتها المستمرة المصير الذي نتقاسمه جميعا، وكذا تعلقنا بالدفاع عن القيم الثمينة بالنسبة لنا». مبرزا أن «رحلة استكشاف التاريخ العريق لهذه المدينة ستذكركم بمسؤوليتكم اليوم، رجال ونساء الإعلام بأفريقيا، لتقوية وحدتنا ومبادلاتنا وثقافتنا، وتوثيق وحدة مصيرنا».
وتعرف أشغال هذه الدورة، التي تستمر يومين، تقديم تقرير أنشطة الفيدرالية، ومخطط عمل 2022 – 2023 وتقرير الاجتماع الثامن للمجلس التنفيذي المنعقد بالعاصمة السنغالية داكار، وكذا تقرير وإحصاءات حول الموقع الإلكتروني للفيدرالية، بالإضافة إلى مقترحات حول دورات تكوينية. كما سيتم بحث التقرير المالي، والقانون التنظيمي للجائزة الكبرى للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الأفريقية، وتعديل النظام الأساسي للفيدرالية، فضلا عن انتخاب أعضاء مجلسها التنفيذي. إضافة إلى تسليم الجائزة الكبرى للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الأفريقية 2020 – 2021 لأفضل مقال، وأفضل روبورتاج فيديو وأفضل صورة، فضلا عن توقيع عدد من اتفاقيات الشراكة والتعاون.