تاوريرت بريس :

أصدرت وكالة الشرق مؤخرا شغال الدورة الثالثة للمعرض المغاربي للكتاب التي نظمت بوجدة، “آداب مغاربية”، وهي مناسبة للوقوف على النقاشات المهمة للغاية التي عرفتها التظاهرة حول موضوع هذه الدورة “الإيصال”.

وقد أكدت النسخة الثالثة من هذا الحدث الثقافي، المنظمة من قبل وكالة جهة الشرق، والذي تحول إلى موعد ثقافي كبير بجهة الشرق، الأهمية التي يحظى بها من قبل الجمهور، حيث استقبل المعرض 48 ألف زائر قدموا لاكتشاف آخر الإصدارات ل 40 ناشرا من المغرب وبلدان أخرى، والذي احتفى بدولة الكامرون كضيف شرف.

واستقبلت النسخة الأخيرة من معرض “آداب مغاربية”، التي نظمت على غرار الدورات السابقة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، 260 متدخلا بارزا شاركوا في 47 مائدة مستديرة وندوة تضمنت نقاشات مستفيضة حول أربعة محاور هي “المعارف” و”ما وراء الحدود” و”مديح الترجمة” و”الموروثات”.

وناقش المشاركون، وضمنهم كتاب وفنانون ورجال إعلام ومثقفون من مختلف البلدان، أوجها متعددة لموضوع الدورة، من الترجمة إلى التاريخ، ومن الأدب الشفهي إلى المجتمع الرقمي، ومن الفن إلى الجغرافية السياسية. وحسب المنظمين فإن المواضيع التي تمت مناقشتها مكنت من فهم الحاضر والتفكير في المستقبل.

في هذا السياق، أفاد المدير العام لوكالة جهة الشرق ورئيس المعرض، محمد امباركي، في تمهيد هذا الكتاب، أن المعرض المغاربي للكتاب لا يقتصر فحسب على تشجيع الكتاب والقراءة أو توفير مكتبة كبيرة للزوار، وإنما يشكل فضاء حقيقيا للقاء والحوار.

وأكد السيد امباركي أن “آداب مغاربية” أخذت مكانتها الكاملة في استراتيجية تنمية جهة الشرق، التي طالبت منذ إحداثها ببعدها الثقافي، مؤكدا أن استقلالية خط تحرير هذا المعرض تمكن من الرفع من مستوى النقاش “الموجه للعالم وتجعله يعبر بوجدة”.

ويأتي إصدار أعمال الدورة الثالثة من المعرض، باللغتين العربية والفرنسية، ثمرة عمل طويل أخذ حيزا مهما من الوقت للاشتغال بكل أمانة على تجميع مداخلات الشخصيات المدعوة، مع أخذ بعين الاعتبار ضرورة احترام التدابير الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد -19.

وخلال مختلف الندوات والموائد المستديرة والأنشطة التي شهدها المعرض، تقاسم المشاركون وجهات نظرهم وتناولوا أوجها متعددة لإيصال المعرفة، والتراث والأفكار والممارسات والمعتقدات. وأبرزوا بالخصوص دور الكتاب في إيصال المعرفة من خلال الأماكن والأجيال.

كما استأثر موضوع التكنولوجيات الحديثة للاتصال ودورها ومنافستها للكتاب باهتمام المشاركين الذين أولوا اهتماما خاصا لدور الترجمة والهجرة في مسلسل الإيصال.

وأخذت بعض المداخلات بعدا كونيا، واهتمت أخرى بالخصوص بوضعية الثقافة والكتاب والتفاعل بين الثقافات بمنطقة المغرب العربي والمنطقة العربية والمتوسطية أو الإفريقية.

كما أبرز المتدخلون دور الثقافة كرافعة للتنمية، مؤكدين أن من شأن هذا المعرض إرساء أسس صناعة ثقافية حقيقية بوجدة وبجهة الشرق بالمملكة.

يذكر أن هذا الإصدار الجديد سيكون معززا بعدد خاص من المجلة الإعلامية لجهة الشرق (أوريونتال بوان ما) «Oriental.ma»، سيكون مخصصا للمعرض المغاربي للكتاب بوجدة، والذي يكتب قصة مختصرة للمعرض في ختام دوراته الثلاث.