تاوريرت بريس :

 يتابع الرأي العام ما يحدث بمدينة جرادة مند اشتعال شرارة الاحتجاجات بها و التي لا زالت متواصلة منذ حادث مقتل عاملين داخل بئر لاستخراج الفحم . وقد خلفت هده الاحتجاجات ردود فعل متباينة لدى الخاصة والعامة بحسب درجة المتابعة من شخص لآخر.
فهناك من يفضل مواصلة الأشكال الاحتجاجية و الاستمرار فيها ، وهناك أيضا من يرى ضرورة إيقاف هده الاحتجاجات خصوصا وأنها وصلت إلى منعطف خطير حسب ما قاله احد النشطاء الذي يرى أنه يجب إما أن يتم الوقوف وقفة تأمل ، أو تلجم الاحتجاجات وتتابع الوعود التي قدمتها الدولة ، مع المحافظة على التواصل مع الجماهير.
وتابع قوله أن الإيقاع الذي يسير به الحراك الآن غير مفهوم بالنسبة لنا كنقابيين، وكأن هناك أياد خفية أو قوة خفية ترغب في إيصال الحراك إلى الباب المسدود.
ويرى متابعون أن بعد هده الاحتجاجات التي دامت مدة طويلة ولازالت مستمرة رغم إبداء الدولة لتفاعلها الايجابي مع المطالب الاجتماعية والاقتصادية المعبر عنها من طرف الفاعلين المحليين من ساكنة ومنتخبين وفعاليات مدنية وفق مقاربة تشاركية تم الإعلان خلالها عن إجراءات عملية وملموسة تهم العديد من القطاعات ذات الأولوية وهو ما عبرت عنه هيئات سياسية ومدنية في بيانات معتبرة الإجراءات المقترحة جادة ويمكن أن تعطي دفعة قوية لتنمية الإقليم ، و قد بدأت تظهر إلى جانب هده الايجابيات والى جانب سلمية هذا الحراك جوانب سلبية أيضا تمثلت في التطورات العنيفة التي عرفها الحراك بعد بلاغ وزارة الداخلية الذي منع أي شكل من أشكال الاحتجاج الغير قانوني . كما رفض المتتبعون أيضا إشراك الأطفال في هذه النشاطات غير الآمنة خوفا عليهم من سقوطهم ضحايا لأي أحداث أو تطورات قد لا تكون في الحسبان . خصوصا أن الشرعيات الدولية كلها تتفق على عدم إشراك الأطفال عنوة في مثل هده النشاطات لا سيما الأطفال دون سنّ الخامسة عشرة إلا إذا كان قرار تواجده هناك مرهوناً بإرادة والديه أو أحدهما. كما اعتبر المتتبعون قرار مقاطعة الدراسة من التصرفات المضرة بمصلحة التلاميذ وهو ما يدعو إلى ضرورة تدخل الآباء و المسئولين لتوعيتهم وحثهم على مواصلة دراستهم .
كما أن على الفئة المثقفة والواعية من أبناء جرادة كفاعلة لها دورها الاساسي داخل المجتمع أن من خلال الدعوة إلى الحوار كسبيل ناجع لحل المشاكل خصوصا بعد دخول مشوشين ومندسين في هده الأشكال الاحتجاجية كما نشرت العديد من المنابر الإعلامية.