تاوريرت بريس :

 تشهد المملكة المغربية في السنوات الأخيرة تحولا وانتقالا سياسيا جديدا بدءا من الاستقالات ثم الإقالات إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي ربما تتطلب حيزا زمنيا لظهور نتائجها. وهو ما دفع بعض الأحزاب وبعض الشخصيات ذات التوجه السياسي والإيديولوجي إلى نهج طرق جديدة غير مسبوقة لتوجيه واستقطاب الرأي العام نحو توجهاتها لكسب مزيد من القوة. وذلك عن طريق مراقبة الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والرياضية .. و الركوب عليها من خلال ممارسة عملية النقد وتحميل المسؤولية للأطراف السياسية القائمة على الشأن الوطني .
مستعينة في ذلك بكل الوسائل الإعلامية المتاحة سواء السمعية منها أو البصرية أو المكتوبة ورقيا وحتى الالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي .
و كمثال نأخذ الفاجعة الأخيرة المؤلمة لمقتل 15 سيدة في حادث تدافع خلال توزيع مساعدات غذائية بإقليم الصويرة ( رحم الله الموتى ). فقد تقاطرت الأخبار والمقالات، كل ينادي من فجه وكل يصيح من منبره فهدا يعلن انه سيمارس اختصاصه وفق الدستور وداك سيطالب بـ”الاستدعاء العاجل للوزراء المعنيين ، ومساءلة الحكومة ، والأخر قدم التعازي دون تحريك أي ساكن ، أما البعض الآخر الذي يمثل الفئة الجامدة و الملتصقة بأجهزة الحاسوب و المدمنة على شبكة الانترنت فقد اكتفى فقط بكتابة بضعة اسطر لم تستغرق من وقته إلا دقائق قليلة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى ينفي عن نفسه المسؤولية ويلقي بها إلى الأخر في محاولة منه إلى استغلالها سياسيا و خلق نوع من البلبلة .
أن حادث التدافع هذا ، في الحقيقة يطرح أكثر من تساؤل. وأهمها ؛ ما السبب وراء دلك ؟ وأمر الإجابة عنه مرتبط بإجراءات الدولة المتمثلة في إجراء الأبحاث والتحقيقات اللازمة للوقوف على الدوافع والمسببات و الحيثيات المتعلقة بالحادث ومراجعة وتدقيق جميع الإجراءات المتخذة في شأنه. لكن ما يبقى من الأسئلة المهمة التي تتطلب أجوبة تطبيقية من قبيل ، ما السبيل إلى تجنب تكرار الحادث ؟ فيبقى أمر الإجابة عنه من مسؤولية المجتمع ككل .
حيث أن مثل هذه الحوادث التي تقع وسط الحشود و المدرجات الرياضية والمهرجانات و التجمهرات في اغلب الأحيان تكون مرتبطة بضعف التأطير و التكوين الشخصي للفرد والدي يدفعه إلى القيام بممارسة الفوضى. ولتجنب الحوادث الناجمة عن مثل هذه التدافعات و غيرها من الحشود مستقبلا فان هناك نصيب من المسؤولية تتحمله المؤسسات التربوية والجمعيات وغيرها من المؤسسات التي تؤطر الأفراد وتحثهم على التزام النظام.