ميلود بوعمامة :

 أكد بدر المقري الأستاذ الجامعي والباحث في مجال تراث المنطقة الشرقية، في إطار مداخلته في الندوة المركزية المنظمة موازاة مع أشغال الدورة الرابعة لمهرجان “لبلوزة” في وجدة،

 ب “أن اللباس هي قضية ثقافية بامتياز، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنطقة ذات حمولة تاريخية وجيوستراتيجية متميزة كالمنطقة الشرقية.
وأضاف المقري، أن اللباس جزء من الثقافة، حيث كان لباس “لبلوزة” شائعا منذ حكم السعديين للمغرب، وتطور هذا اللباس مع الوقت بحكم الروافد المختلفة التي عرفتها المنطقة الشرقية وعاصمتها وجدة الألفية، ومنها الروافد الأفريقية والمشرقية والمتوسطية.. وغيرها، وهذا التمازج والتلاقح أفضى إلى هذا التنوع من اللباس.

وأشار المقري من جهة أخرى، أن لباس المرأة في وجدة وجهة الشرق، عرف عدة متغيرات ساهمت في إشاعته وتميزه عبر سنين خلت، وهذا التنوع الذي عرفه اللباس التقليدي المغربي الأصيل ألا وهو لبلوزة، ساهمت فيه مجموعة من التصاميم والأشكال و”لقماش” أو القماش، وهو المصطلح الذي كان متداولا عند نسوة مدينة وجدة آنذاك.

وأفاد المقري، أن التصاميم الخاصة بالبلوزة، خاصة على مستوى الصدر، تطور منذ القرن السادس عشر الميلادي، وذلك حسب الأبحاث الموجزة التي قام بها هو شخصيا في المكتبة الفرنسية ب “نانت”، بتنسيق مع وزارة الخارجية الفرنسية، وهو الأرشيف الذي يتحدث عن المدينة الألفية وجدة منذ سنة 1928.

وخلص الباحث في الأخير أن مدينة وجدة وباقي مدن الجهة الشرقية، عرفت تعايش أكثر من 26 جنسية وذلك إبان سنة 1926، لهذا جاء هذا التنوع في اللباس والتقاليد والعادات …، لكن وجدة رغم ذلك حافظت على هويتها في شرق المغرب، والآن وجب تثمين تراث المدينة ولو بإحداث متحف يجمع فيه اللباس التقليدي الوجدي وأشياء أخرى متعلقة بعراقة مدينة شرقية مغربية رابضة على الحدود وذات روافد ورواسب مختلفة ومتنوعة.