تاوريرت بريس :

الملك محمد السادس

 

بعد عودة المغرب التاريخية إلى حضن الاتحاد الإفريقي خلال القمة الـ 28 بأديس أبابا قام جلالة الملك محمد السادس بجولة جديدة واسعة مؤخرا لبلدان افريقية شملت جمهورية جنوب السودان وغانا وزامبيا وغينيا وكوت ديفوار حملت معها العشرات من الاتفاقيات ذات الطابع الثنائي بالإضافة إلى اتفاقيات أخرى مختلطة .
و قد توجت هذه الزيارات الملكية بنجاح أعطى أملا كبيرا لدى المغرب والشعوب الإفريقية بوجود أفاق تعاون مستقبلية واعدة ينتظر منها أن تتكلل بتحقيق طموحات جلالة الملك محمد السادس التي تصبو إلى توحيد القارة الإفريقية من خلال التعاون المشترك المثمر والهادف إلى التنمية المستدامة لإفريقيا و هو ما يعتبر عربونا على توجه المملكة السائر نحو تنمية الشعوب القارة .
كما فتح المغرب مصراعيه أمام تكوين الطاقات الإفريقية على المستوى التعليمي و الأطر والأمن والجيش والحقل الديني وهو لا يبخل عن شركائه بتقاسم خبراته التي راكمها طوال عقود من العمل الجاد تفعيلا لمبدأ التعاون جنوب- جنوب . كما عملت المملكة على بلورة إستراتيجية دبلوماسية أخذت حيزا مهما من التفكير ، حيث بادرت إلى إصلاح حقلها الديني لتصبح نموذجا يحتذى بالنسبة لباقي البلدان الإسلامية والإفريقية ومن ثمة تقوم بالانطلاق نحو ترسيخ الهوية الإفريقية وتأكيد إشعاعها في القارة، وهو ما تجسد من خلال المبادرات المختلفة لجلالة الملك محمد السادس.
فقد نجح المغرب بتبنيه للإسلام الوسطي المعتدل في مقاومة الاضطرابات التي شهدتها منطقة المغرب العربي و بذلك تمكن من إبراز ما تتوفر عليه المملكة من تجربة مهمة ينبغي تقاسمها لمواجهة التطرف العنيف بجميع أشكاله .
عموما فقد أبانت الجولة الأخيرة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لدول القارة الإفريقية عن التزام كبير للمغرب من اجل استقرار وأمن القارة، وقدرة شعوبها على تدبير شؤونهم الخاصة في إطار دينامية التعاون جنوب-جنوب.